الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز ترك الواجب بحجة أن فلانا ترك واجبه

السؤال

أنا فتاة متدينة ولكن لي أختان لا تتحجبان ولا تصليان بانتظام وأحاول معهما ولكن دون فائدة وواحدة منهما تجيب، وحين أعرض عليها أحد أشرطة الدعاة أو درساً تقول لي إن الأرض الإسلامية مباحة وفيها حروب عدوانية لمذا وهم رجال لو ضرب الواحد منهم الحائط لكسره، وبدلاً من أن يذهب للجهاد وهو فرض يقوم بالحديث فهم لا يقنعهم لأنهم يتركون الأهم، وهذا منذ الحرب على افغانستان وفلسطين، وفشلت كل محاولاتي في إقناعهما بالحجاب مع العلم أنهما طيبتان، وهذا رد فعل على سلبية المشايخ وتحايلهم وكل ما أقول إننا نحن جزء من هذا الفشل العام في الإسلام بسبب الابتعاد عن الدين تقولان إن القدوة ضعيفة، أعينوني وأريد لهما جواباً شافياً أعانكم اللهوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيقول الله تعالى ( وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ) ويقول تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) وقال تعالى ( ألا تزور وازرة وزر أخرى* وأن ليس للإنسان إلا ما سعى* وأن سعيه سوف يرى ) وقال تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة ) فلا يجوز للمسلم ولا للمسلمة أن يتركا ما أوجب الله عليهما لأن فلاناً من الناس ترك واجبه، وكيف يقول عاقل إن فلاناً ارتكب ما يوجب سخط الله ولم يقم بواجبه، فأنا أرتكب ما يوجب سخط الله ولا أقوم بواجبي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنّا وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا " رواه الترمذي وحسنه.
والحجاب الذي يقصد به ستر الرأس والنحر والساعدين والساقين واجب بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبإجماع أمة الإسلام ومن أنكر وجوب ذلك كفر وخرج من ملة الإسلام، ومن أقرت بوجوبه ثم تركته فهي عاصية تجب عليها التوبة، وأما تغطية الوجه والكفين ففيها خلاف، والراجح وجوب سترهما، وانظري الفتوى رقم 5224
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني