الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم فتح حساب في بنك ربوي بنية التخلص من الفوائد

السؤال

في إحدى التعاملات الحكومية بإحدى الدول العربية اشترطتْ عليّ السلطات فتح حساب بالبنك، وإيداع مبلغ معين فيه، عند إجراءات فتح الحساب طلبت مني إدارة البنك أن أختار فتح حساب جار أو توفير، وعند الاستفسار عن الفرق بين الحساب الجاري والتوفير ذكرت الإدارة أن الحساب الجاري يتطلب خصم 150 جنيهًا سنويًّا مقابل الخدمة، وأن التوفير يتطلب خصم مبلغ 40 جنيهًا سنويًّا، وأن حساب التوفير يتم فيه إيداع أرباح شهرية من طرف البنك على الحساب، فقلت لموظف البنك: أريد فتح حساب توفير، ولا أريد الفوائد. موظف البنك قال لي: يمكنك أن تتبرع بالفوائد لصالح أي جمعية خيرية.
السؤال: ما حكم التبرع بهذه الفوائد للجمعيات الخيرية؟ وما حكم التعامل بهذا الحساب؟
وإذا سحبت نقودي بطرف البنك في آخر السنة، وتبرعت بكل الفوائد، ودفعت مبلغ المصروفات الإدارية للحساب (40 جنيهًا) من الفوائد، ما حكم ذلك؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن الأصل اجتناب التعامل مع البنوك الربوية مطلقًا، ولو في معاملات مباحة من حيث الأصل. وانظر الفتوى رقم: 110432.

وحيث احتجت إلى فتح حساب فعليك بالبنوك الإسلامية إن وجدت، فإن تعذر ولم يمكنك إلا فتح حساب في بنك ربوي، فاجعله حسابًا جاريًا. أما جعله حساب توفير: فلا يجوز ولو بنية التصدق بفوائده. وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 942، 127656، 299527، وإحالاتها.
وعلى هذا؛ فإن كنت فتحت حساب توفير في بنك ربوي، فعليك أن تتوب من ذلك، وأن تبادر بإغلاقه، وما ينتج عنه من فوائد ربوية فيلزمك التخلص منها بصرفها في المصالح العامة ووجوه البر. ومن ذلك دفعها للجمعيات الخيرية. وانظر الفتوى رقم: 201562
.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني