الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك الصلاة في الجماعة بسبب المضايقات والاستهزاء

السؤال

أنا شاب أريد أن أصلي في الجامع، ولكن هذا سيسبب لي الكثير من المشاكل مع أهلي، ومشاكل أخرى، كالمضايقات، فهل يمكن أن أصلّي في المنزل إلى أن أكتسب مزيدًا من الحرية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فصلاة الجماعة واجبة على الرجال البالغين، وأكثر الموجبين لها، لا يشترطون فعلها في المسجد، كما بيناه في الفتوى رقم: 128394.

وعلى هذا؛ فلو صليت في بيتك جماعة مع بعض أهلك، كنت فاعلًا للواجب، ولم يكن عليك إثم إن شاء الله، وإذا لم يمكنك أداء الجماعة إلا في المسجد؛ فإنها لا تسقط إلا لعذر يبيح لك تركها، ومن الأعذار المسقطة للجماعة خوف الضرر، وقد بيناها في الفتوى رقم: 142417.

وإذا علمت هذا؛ فإننا ننصحك بأن تحرص على فعل الجماعة في المسجد، خروجًا من خلاف من أوجبها فيه، وتحصيلًا للأجر العظيم المترتب على شهود الجماعة في المساجد، وعمارة بيوت الله تبارك وتعالى، ولما في شهود الجماعة في المسجد من زيادة الإيمان، وتقوية الصلة بالله تعالى، ولا يصدنك عن شهود الجماعة في المساجد ما قد تتعرض له من مضايقات، أو استهزاء وسخرية من بعض المحيطين بك، فإن التمسك بالدِّين، والعضّ على السنة الشريفة بالنواجذ في زمن غربة الإسلام، وإدبار الناس عن تعاليمه، فيه عظيم الأجر، كما روى مسلم في صحيحه: بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء.

فلا تتهاون بأحكام الشرع، ولا تقصر في الالتزام بما تقدر عليه من تعاليم الدين، بل عظم شعائر الله، وعض على الالتزام بما يمكنك منها بالنواجذ، وكلما عظم صبرك على البلاء، والأذى، كان أجرك أتم وأعظم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني