الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث: "وكان من أَفضلِ الناسِ عملًا، إلا رجلًا يفضُلُه يقول أفضلَ مما قال"

السؤال

عن عبد الرحمن بن غنم -رضي الله عنه- أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من قال قبلَ أن ينصرفَ، ويَثني رجلَيه من صلاةِ المغربِ، والصبحِ: (لا إله إلا اللهُ، وحده، لا شريك له، له الملكُ، وله الحمدُ، يحيي ويميتُ، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ) عشرَ مراتٍ، كتب اللهُ له بكل واحدةٍ عشرَ حسناتٍ، ومحا عنه عشرَ سيئاتٍ، ورفع له عشرَ درجاتٍ، وكانت له حِرزًا من كلِّ مكروهٍ، وحِرزًا من الشيطان الرجيمِ، ولم يحلَّ لذنبٍ أن يُدركَه إلا الشركُ، وكان من أَفضلِ الناسِ عملًا، إلا رجلًا يفضُلُه يقول أفضلَ مما قال. حسنه الألباني في صحيح الترغيب. فما معنى قوله: (وكان من أَفضلِ الناسِ عملًا، إلا رجلًا يفضُلُه يقول أفضلَ مما قال).

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحديث المذكور رواه الإمام أحمد في المسند، وقال عنه الأرناؤوط: حسن لغيره.

ومعنى: كان من أفضل الناس عملًا... أي أن الشخص الذي يعمل بهذا الذكر ويقوله هو من أفضل الناس عملًا.

ومعنى: إلا رجلًا يفضله... أي يزيد عليه، ويقول أكثر مما قال، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: ...ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك.

أو يأتي بدعاء، أو قراءة أكثر منه، كما جاء في مرقاة المفاتيح للملا قاري وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ عَمَلًا، إِلَّا رَجُلًا يَفْضُلُهُ، يَقُولُ أَفْضَلَ مِمَّا قَالَ: "يَحْتَمِلُ أَنَّهُ يَدْعُو بِهِ أَكْثَرَ، وَأَنَّهُ يَأْتِي بِدُعَاءٍ، أَوْ قِرَاءَةٍ أَكْثَرَ مِنْهُ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني