الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى قول الترمذي: حسن صحيح، حسن صحيح غريب، صحيح غريب، حسن غريب.

السؤال

ذكر العلماء 12 قولا عن مصطلح الترمذي: حسن صحيح ـ ولم يرتضها بعض العلماء، وقال الألباني: الله أعلم بمراد الترمذي، فما هو مراده الحقيقي؟ وما مراده في الأحاديث التي يقول فيها حسن صحيح غريب، أو صحيح غريب، أو حسن غريب؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتحرير معنى الاصطلاحات المركبة للإمام الترمذي ـ رحمه الله ـ في نقد أحاديث جامعه: محل خلاف بين أهل العلم، ولتفصيل ذلك محل غير مقام الفتوى الذي نحن فيه، وممن اجتهد في بيان هذا الاصطلاح شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث قال: أما الحسن في اصطلاح الترمذي، فهو ما روي من وجهين، وليس في روايته من هو متهم بالكذب، ولا هو شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة، فهذه الشروط هي التي شرطها الترمذي في الحسن، لكن من الناس من يقول: قد يسمى حسنا ما ليس كذلك، مثل حديث يقول فيه: حسن غريب ـ فإنه لم يرو إلا من وجه واحد وقد سماه حسنا، وقد أجيب عنه بأنه قد يكون غريبا لم يرو إلا عن تابعي واحد، لكن روي عنه من وجهين، فصار حسنا لتعدد طرقه عن ذلك الشخص وهو في أصله غريب، وكذلك الصحيح الحسن الغريب، قد يكون لأنه روي بإسناد صحيح غريب، ثم روي عن الراوي الأصلي بطريق صحيح وطريق آخر، فيصير بذلك حسنا مع أنه صحيح غريب، لأن الحسن ما تعدد طرقه، وليس فيها متهم، فإن كان صحيحا من الطريقين، فهذا صحيح محض، وإن كان أحد الطريقين لم تعلم صحته، فهذا حسن، وقد يكون غريب الإسناد، فلا يعرف بذلك الإسناد إلا من ذلك الوجه، وهو حسن المتن، لأن المتن روي من وجهين، ولهذا يقول: وفي الباب عن فلان وفلان ـ فيكون لمعناه شواهد تبين أن متنه حسن وإن كان إسناده غريبا، وإذا قال مع ذلك: إنه صحيح حسن ـ فيكون قد ثبت من طريق صحيح، وروي من طريق حسن، فاجتمع فيه الصحة والحسن، وقد يكون غريبا من ذلك الوجه لا يعرف بذلك الإسناد إلا من ذلك الوجه، وإن كان هو صحيحا من ذلك الوجه فقد يكون صحيحا غريبا وهذا لا شبهة فيه، وإنما الشبهة في اجتماع الحسن والغريب، وقد تقدم أنه قد يكون غريبا حسنا ثم صار حسنا، وقد يكون حسنا غريبا كما ذكر من المعنيين. اهـ.

وقال الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة: جمع الترمذي بين لفظتي: غريب، وحسن ـ إنما يعني في اصطلاحه أنه حسن لذاته بخلاف ما لو قال: حديث حسن ـ فقط، دون لفظة: غريب ـ فإنه يعين أنه حسن لغيره، وبخلاف ما لو قال: حديث غريب ـ فقط، فإنما يعني أن إسناده ضعيف. اهـ.
ولمزيد التفصيل يمكن الرجوع إلى قسم المقالات عندنا، ففيها مقال جيد بعنوان: مصطلحات الإمام الترمذي ـ تجده بجزئيه على هذين الرابطين:

/ar/article/197323

https://www.islamweb.net/ar/article/197326
ولمزيد الفائدة يمكن الرجوع إلى شرح علل الترمذي، للحافظ ابن رجب الحنبلي، فقد تناول: أقسام الحديث عند الترمذي ومعنى الحسن عنده، ومعنى قوله: ويروى من غير وجه نحو ذلك، وتخريج قوله: حسن صحيح، وحسن غريب:2 573 ، 606 : 611 ـ وكذلك كتاب: تراث الترمذي العلمي ـ للدكتور أكرم العمري، فقد تناول فيه اصطلاحات الترمذي: من ص 19 : إلى 26 ـ وبخصوص مصطلح: حسن غريب ـ يمكن الرجوع لرسالة الدكتوراه للباحث عبد الباري الأنصاري بعنوان: الأحاديث الحسان والغرائب في جامع الترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني