الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ميزان التفاضل بين الناس بحسب الحسنات والسيئات

السؤال

هل يعتبر الرجل الصالح الذي لم يرتكب معصية في حياته، يعني ميزان سيئاته يساوي صفرا، خيرا من رجل له حسنات وسيئات، أم يتم عمل موازين بين الحسنات والسيئات، فإذا كثرت الحسنات، يكون صاحبها أفضل ممن لم يرتكب سيئة أصلا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن أمور الآخرة، وما يكون من تفاضل الناس فيها، لا يجزم فيه إلا بدليل يدل عليه من نصوص الوحيين، ولم نطلع على نص في هذا بخصوصه. ولكنه لا يبعد أن يكون من تميز بأعمال فاضلة كالجهاد والعلم، وكثرة التلاوة والذكر، والصدقات، يفوق من كان قاصرا عن ذلك، وأن تكون سيئاته مغمورة في بحار حسناته الماحية.

فقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية فقيل له: أيما أفضل قارئ القرآن الذي لا يعمل, أو العابد؟

الجواب: إن كان العابد يعبد بغير علم, فقد يكون شرا من العالم الفاسق, وقد يكون العالم الفاسق شرا منه. وإن كان يعبد الله بعلم، فيؤدي الواجبات, ويترك المحرمات, فهو خير من الفاسق, إلا أن يكون للعالم الفاسق حسنات تفضل على سيئاته, بحيث يفضل له منها أكثر من حسنات ذلك العابد, والله أعلم. انتهـى من الفتاوى الكبرى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني