الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغسل يكون بعد النطق بالشهادتين

السؤال

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد: فقدأسلمت وحين أسلمت كان لدي عذر يمنعني من الاغتسال فتلفظت بالشهادتين ولما قدرت على الاغتسال اغتسلت ولم أعد النطق بالشهادتين حيث قست ما فعلت على من وجب عليه الغسل للصلاة ولم يستطع فصلى ثم استطاع أن يغتسل ففعل ولم يقض ما صلى قبل ذلك فهل فعلي هذا صحيح وإن لم يكن كذلك فماذا علي الآن وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يشترط للدخول في الإسلام أن يغتسل من أراد ذلك، بل من نطق بالشهادتين عالماً بمعناهما موقناً به فقد أسلم، ويحكم له بأحكام المسلمين إلا أن يأتي بناقض ينقض إسلامه، ولكن اختلف العلماء في الغسل للإسلام هل هو واجب يأثم من تركه، أم هو مستحب يثاب عليه ولا يأثم بتركه؟ على قولين، والراجح هو القول بالاستحباب، دلت عليه أدلة كثيرة، منها: ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: إنك تقدم على قوم هم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم... الحديث. فدل الحديث على أن الغسل للدخول في الإسلام ليس بواجب، إذ لو كان واجباً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً أن يأمرهم به. ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 11140 فهذا هو مأخذ القول بعدم وجوب الغسل للدخول في الإسلام. وننبه السائل إلى أن هذا الغسل لا يكون إلا بعد الدخول في الإسلام أي بعد النطق بالشهادتين، لأنه عبادة تحتاج إلى نية، والكافر ليس أهلاً لها، فما فعله السائل صحيح، ولا حاجة إلى القياس الذي قاسه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني