الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البديل المشروع عن طقوس أهل الوثنية والإشراك بالله

السؤال

في كثير من الأحيان أدخل في نقاش مع أصدقائي، عن مدى حرمة التأمل، ولكيلا أنسى، فإنني قمت بقراءة الفتاوى ذوات الأرقام: 8055 306781 306781 309163 316831 327469 ولكن لم أجد الجواب الكافي.
حالتي هي أنني أجلس أتأمل لمدة تقارب الساعة يومياً، في أوقات الفراغ التي لا تؤثر على عبادتي، أو أعمالي، أو تقربي لعائلتي.
بالنسبة للجلوس هي جلسة اللوتس، ولا أردد أي مانترا، أو ما أشبه ذلك من الأمور الوثنية، التي هدفها التقرب إلى مقدسة وثنية، وإنما أردد أذكارا، واستغفارا، وتسبيحا، وأحياناً آية الكرسي، وسورا من جزء عمّ من دون جهر.
بعد ممارستي للتأمل لفترة شبه يومية، ولفترة طويلة، الحمد أجد تقدما من ناحية العقل، والتطور الروحي (التنوير) والحكمة والذاكرة، والتقرب إلى الله، والخشية منه، وغيرها من الأمور المفيدة جداً للمسلمين. أجد فائدة كبيرة من التأمل. ولا أنسى فضل الصلاة التي تساعد أيضا في كل هذا.
عند مناقشتي مع أصدقائي، أريد التأكد من أنني لا أتجرأ على الرسول صلى الله عليه وسلم بالكلام، في قولي إنه كان يجلس يتعبد ويتأمل في غار حراء.
أظن بأنه ليس بمحرم؛ لأنه فُعِل من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد فيه أي تقرب لشيء وثني أو غيره، وإنما تقرب إلى الله.
حجة البعض أنني أجلس تقريباً ساعة، لو قضيتها في عبادة الله كان أفضل، ولكنني أيضا في التأمل أقوم بعبادة الله مثل ما ذكرت مسبقاً بالتسبيح والاستغفار، ولكن في وضعية تشابه وضعية الهندوس والوثنيين، بحسب تجربتي: لا أجد الراحة في الوضعيات الأخرى، وتقوي لدي التركيز والهدوء، والسلام الداخلي، وأهمها هو عدم النوم، أو التكاسل العقلي في هذه الوضعية.
ثانياً: عند انتهائي من التأمل الذي أقوم به، أجد بأن هالتي (aura) تزيد بشكل رهيب، ويهيمن عليها النور الأبيض النوراني، ودرجات من اللون الأزرق، وهي أفضل من قيامي بتأمل عادي من دون كلام.
آسف على الإطالة، لكن أريد أن أريح قلبي من هذه الأسئلة بدليل على كلامي يكون من أكبر موقع للفتاوى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما قررناه في الفتاوى التي ذكرتها، واضح جلي، لا يفتقر إلى مزيد بيان وتشقيق، والجلسة التي تجلسها (اللوتس) وتصفها بقولك: (في وضعية تشابه وضعية الهندوس والوثنيين)، والأثر الذي تذكره بقولك: (بأن هالتي (aura) تزيد بشكل رهيب، ويهيمن عليها النور الأبيض النوراني، ودرجات من اللون الأزرق )

يظهر من هذا جليا أن ما تفعله مشابه لصنيع الهندوس والوثنيين ظاهرا، ولا يختلف عنه، وذلك ممنوع شرعا.

فنوصيك بالكف عن ذلك، واعلم أن في التعبد لله جل وعلا بما ورد في الشرع الحنيف، غنية وأي غنية، عن طقوس أهل الوثنية والإشراك بالله.

والكلام إنما هو عن طقوس بتراتيب محددة متلقاة عن الوثنيين، ويقصد بها أشياء روحية معينة. وليس الكلام عن مجرد التفكر أو الخلوة حتى تتكلف الاحتجاج بذكر قصة غار حراء، مع أنها قبل الوحي أصلا، فليس حجة في ذاتها، إلا بإقرار الشرع لها بعد الوحي.

وقد سئل ابن تيمية: ما قول أئمة الدين: في تعبد النبي صلى الله عليه وسلم ما هو؟ وكيف كان قبل مبعثه؟

فأجاب: هذه المسألة مما لا يحتاج إليها في شريعتنا. فإنما علينا أن نطيع الرسول فيما أمرنا به، ونقتدي به بعد إرساله إلينا. وأما ما كان قبل ذلك مثل تحنثه بغار حراء، وأمثال ذلك: فهذا ليس سنة مسنونة للأمة؛ فلهذا لم يكن أحد من الصحابة بعد الإسلام يذهب إلى غار حراء، ولا يتحرى مثل ذلك؛ فإنه لا يشرع لنا بعد الإسلام أن نقصد غيران الجبال، ولا نتخلى فيها؛ بل يسن لنا العكوف بالمساجد، سنة مسنونة لنا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني