الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى الهداية في حق من قُتِل في سبيل الله

السؤال

قال الله تعالى: (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم) ما معنى الهداية
في حق من قتل في سبيل الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فإن الآية المذكورة قرأها جمهور القراء بصيغة المفاعلة (قَاتَلُوا) بمد القاف، وقرأها أبو عمرو البصري وحفص عن عاصم (قُتِلُوا) بالبناء للنائب، فعلى القراءة الثانية يكون مضمون الآية جزاء الشهداء، فهدايتهم وإصلاح حالهم كائنان في الآخرة.وهدايتهم بإدخالهم في الجنة لا يحتاجون فيها إلى دليل يهديهم إلى منازلهم، ولهذا قال تعالى: وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ [محمد:6].قال ابن كثير في تفسيره: سَيَهْدِيهِمْ أي إلى الجنة، كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ [يونس:9].وقوله تعالى: وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ أي: أمرهم وحالهم. وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ أي: عرفهم بها وهداهم إليها لا يخطئون منازلهم، كأنهم ساكنوها منذ خُلِقوا. ا.هـوعلى القراءة الأولى: قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ... سيهديهم الله تعالى إلى الرشد في الدنيا، وهوالعمل الصالح والإخلاص فيه، ويعطيهم الثواب في الآخرة. وقال أبو العالية: قد تَرِدُ الهداية والمراد بها إرشاد المؤمنين إلى مسالك الجنان، والطرق المفضية إليها، وقال ابن زياد سَيَهْدِيهِمْ إلى محاجة منكر ونكير. نقلاً عن تفسير البيان في مقاصد القرآن.والحاصل أن هداية المقاتلين في سبيل الله حاصلة لجميعهم، فلمن قتل منهم في سبيل الله بدخوله الجنة وتعريفه بمنزله.. ولمن بقي منهم على قيد الحياة بإرشاده للعمل الصالح المؤدي إلى دخول الجنة.والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني