الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينبغي أداءالصلاة بكيفية يبطلها بعض أهل العلم

السؤال

أخي الكريم لو فعلت التالي: توضأت كالتالي: بدأت بغسل وجهي مرة واحدة، ثم يدي اليمنى مرة واحدة، ثم اليسرى مرة واحدة، ثم مسحت الرأس والأذن مرة واحدة، ثم قدمي اليمنى مرة واحدة، ثم اليسرى مرة واحدة.
ثم توجهت إلى الصلاة المكتوبة كالعصر مثلاً، فصليت كالتالي: كبرت تكبيرة الإحرام، ثم قرأت الفاتحة فقط، ثم ركعت مقدار تسبيحة لم أقل فيها شيئا، ثم قمت من الركوع وقلت: سمع الله لمن حمده، ولم أقل بعدها شيئا، ثم سجدت مقدار تسبيحة لم أقل فيها شيئا، ثم قمت من السجود وجلست ولم أقل شيئا، ثم سجدت السجدة الثانية مقدار تسبيحة لم أقل فيها شيئا، ثم قمت من السجود وفعلت كما فعلت في الركعة الأولى.
وبعد السجود الثاني، جلست وقرأت التحيات، ثم قمت وفعلت في الركعة الثالثة والرابعة كسابقاتها, ثم وفي الجلوس الأخير قرأت التحيات، وبعد أن قلت وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، قلت: اللهم صل على محمد، ثم سلمت قائلاً: السلام عليكم على اليمين فقط.
أي بمعنى آخر وللاختصار: هل فعلي للفرائض فقط يجزئ؟ وهل هكذا يكون وضوئي وصلاتي صحيحان وليست صلاتي باطلة لا تحتوي على إثم، مع العلم أنني لا أصلي هكذا، وإنما فقط أحيانا أرغب الناس بالصلاة عن طريق ذكر ما سبق، حيث أقول لهم كيف أن الله قد سهل علينا الصلاة إلى أقصى حد؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالوضوء والصلاة على هذا النحو وإن كان صحيحا مجزئا عند بعض أهل العلم، لكنه لا ينبغي الإقدام عليه، ولا ينبغي ترغيب الناس وحثهم على الصلاة بهذه الكيفية. وذلك لأن هذه الصلاة قد ترك فيها كثير من الواجبات عند كثير من أهل العلم، فإن فقهاء الحنابلة يوجبون تسبيح الركوع والسجود، والذكر عند الاعتدال من الركوع، وبين السجدتين، كما يرون التسليمتين ركنا، فتعمد الصلاة بهذه الكيفية، غير مجزئ عندهم، ولا ينبغي لمسلم أن يصلي صلاة يبطلها بعض أهل العلم، كما أن الله إنما أمر في كتابه بإقامة الصلاة، وإقامتها هي أداؤها على الوجه المشروع المأمور به، وفي البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: صلوا كما رأيتموني أصلي.

وأذكار الصلاة مع حضور القلب عند تلاوتها، من أعظم أسباب صلاح القلب، وهي من إقامة الصلاة المأمور بها.

ولو سلمنا صحة الصلاة على هذا النحو، فإن المصلي والحال هذه قد فوت على نفسه كثيرا من الأجور، ففاته فضل تلك الأذكار المشروعة، وفاته تحصيل كمال الخشوع في الصلاة، وكل ذلك يحرمه كمال الانتفاع بالصلاة وحصول بركتها، وإنما يرغب الناس في الصلاة بذكر عظيم أجرها وكبير ثوابها، وهي في نفسها لو فعلت على الوجه الكامل، سهلة ميسورة والحمد لله.

ويذكر لهم ما في الصلاة من المنافع الدينية والدنيوية، وما لها من الأثر العظيم في صلاح القلب إن هي فعلت على وجهها.

وما قيل في الصلاة فإنه يقال في الوضوء، فإن المضمضة والاستنشاق من فروض الوضوء عند الحنابلة، والتسمية في أوله مع الذكر من واجباته، والاقتصار على غسل الأعضاء مرة مرة وإن كان مجزئا، لكنه يفوت به أجر كمال الطهارة المستحبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني