الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطبة لا تبيح التقبيل وإرسال الصور، والتوبة الصحيحة مقبولة

السؤال

أشعر بالندم الشديد والحسرة، وأنا في حياتي دائما لدي هاجس أن أغضب الله وأعصيه معصية كبرى، ولكن للأسف وقعت فيها، وهي أن خطيبي قبلني، وأرسلت له صورا من جسمي، بعد رمضان 2017، أحضر عائلته، وطلبوا يدي من أبي وأمي، وتمت الموافقة، وبعدها بأربعة أشهر أقمنا حفلة خطوبة كبيرة، دعونا فيها الجيران وأفراد العائلة. في البداية قلت لأمي: لا داعي لهذا الحفل؛ لأن وضعنا المادي لا يسمح لنا بذلك، لكنهم اعترضوا، وقالت لي أمي: لا بد من إقامة حفل كبير، ودعوة الناس قصد إشهار خطبتكما، بعدما أقمنا الحفلة أحسسنا بأننا زوجان، وأحببنا بعضنا أكثر، وصرت أناديه زوجي، ويناديني زوجتي، ونصلي ونطلب من الله أن يوفقنا. لم يبق على عقد قراننا إلا شهر أو شهران. قبل يومين قبلني، وكنت أرسل له صورا من جسمي، نحن لم نفعل هذا بسوء نية، أو رغبة في معصية الله، لم نكن على علم أننا نعصيه. الآن أصبت بالندم، أخاف أن نكون قد أغضبنا الله، وسيسخط علينا، أو أن هذا يعتبر زنا؛ لأنني بحثت في الإنترنت، ووجدت فتاوى كثيرة، ولا أعرف أيها أصح .أخاف كثيرا أن لا يغفر لنا الله فعلنا. أنا أعيش حياتي بخوف من الله، وأحب الله كثيرا، وأحس أحيانا أنني قريبة منه. أخاف أيضا أن يعاقبنا بذنبنا هذا. أريد أن أعرف هل عصينا الله؟ وهل اعتقادنا بأننا زوجان، يجعل عملنا صحيحا؟ وإذا كان خطأ، هل إذا تبت إلى الله، وصليت، ودعوت الله له ولي أن يغفر لنا وألا يعاقبنا، هل سيتوب علينا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمخطوبة أجنبية عن خاطبها حتى يعقد له عليها العقد الشرعي، ونرجو مراجعة الفتوى رقم: 347353، والعقد الشرعي له شروطه التي يجب أن تتوفر فيه، ومن أهم هذه الشروط الولي والشهود؛ كما هو مبين في الفتوى رقم: 1766.

وعليه؛ فإن كان ما تم هو مجرد خطبة، وليس عقدا شرعيا، فأنتما لا تزالان أجنبيين، ولا عبرة بإحساسكما بأنكما زوجان، ولا عبرة أيضا بسؤال الناس لك: كيف حال زوجك؟ أو سؤالهم له: كيف حال زوجتك؟ فهذا كله لا يغير من الحقيقة شيئا.

ونخشى أن يكون هذا من حيل الشيطان وخدعه، أو من الحيل النفسية التي قد يحاول بها المسلم تبرير أفعاله، والله تعالى قال: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}، وقال سبحانه: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات41:40}.

فالواجب عليكما التوبة مما سبق من معاص، والحذر من العودة لمثلها في المستقبل. والله عز وجل رحمته واسعة، ومغفرته لا يعظم معها ذنب، فتوبي إليه وأحسني الظن به، فهو عند ظن عبده به. قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني