الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتابة القذف أو تخيله هل يأخذ حكم القذف؟

السؤال

ماهي صيغة القذف والسب؟ وهل يجب أن أنطق بها، فمثلاً لو قلت: أتخيل أن فلانا فعل كذا وكذا، ولَم أقل إنه فعله.
فهل هذا قذف؟ وماذا لو كتبت ذلك كتابة؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أنّ يجتنب المسلم السب والقذف، بل وكل ما يؤذي المسلم من قول أو فعل؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان، ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي.
والسبّ والقذف بغير حقّ محرم شرعاً، بل قذف المحصن كبيرة من كبائر الذنوب، يعاقب صاحبه في الدنيا بالجلد ثمانين جلدة إذا طالب المقذوف.
والقذف الذي يحد صاحبه هو الرمي بالزنا، إما بلفظ صريح، وإما بكناية، أو تعريض مع قرينة تدل على قصد الزنا، مع خلاف بين أهل العلم في ثبوت الحد بالكناية والتعريض، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 126407.
والراجح -والله أعلم- أنّ كتابة صريح القذف، أو التعريض الظاهر بالزنا، تأخذ حكم التلفظ به.

جاء في فقه السنة لسيد سابق -رحمه الله-: أما ما يجب توفره في المقذوف به، فهو التصريح بالزنا، أو التعريض الظاهر، ويستوي في ذلك القول والكتابة. اهـ.
وعليه؛ فاللفظ المذكور في السؤال إن كان بمعنى الإخبار بأنّ المتحدث يتخيل أنّ فلاناً يزني، فهذا ليس بقذف، لكن مع ذلك فهو قول منكر، وكون العبارة ليست قذفاً موجباً للحد، لا يعني جوازها، بل سقوط الحد لا يعني سقوط العقوبة الدنيوية مطلقاً، فللإمام أن يعزر من سب أو شتم غيره، بغير حق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني