الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء للوالدين مستحب ومطلوب في كل حال

السؤال

أبي وأمي أحيانا يظلمان الناس، وأشعر أنني لا بد أن أدافع عنهم. مثلا أمي تتكلم عن لباس ابنة خالتي، وأنصحها مرارا أن هذا لا يجوز.
وأبي يريد أن أدخل الطب؛ لكي يتفاخر بي، لكني لا أحب ذلك، بل أحب أن أكون طبيبة متواضعة. ودائما أنصحهما، ولكني تعبت.
هل يجب أن أستمر في ذلك؟ أم أنني إن صمت، ولكني لم أظلم الناس الذين أراهم وأسمعهم يظلمانهم، أكون ظالمة مثلهما؟
هل يكفي أن أدعو لهما، وألا أفعل مثلهما للناس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك، وأن يهدي والديك، وأن يرزقك برهما، ومن أغرب ما يمكن أن يسأل عنه أن يقال: هل أدعو لوالدي! فالدعاء للوالدين مستحب ومطلوب في كل حال، وإذا رأيت منهما ما ينكر، فناصحيهما برفق ولين وحسن موعظة، ولا يسوغ لك الجلوس معهما حال وقوعهما في الغيبة، أو نحوها من المحرمات، إلا إذا كان ذلك لغرض الإنكار عليهما.

وعلى كل حال: فإن حق الوالدين من البر والإحسان لا يسقط أبدا ولو فعلا ما فعلا، فقد أمر الله بالإحسان للوالدين حال إشراكهم، ودعوتهم إلى الشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.

وينبغي لك أن تحذري أن تكوني ممن يسيء الظن بوالديه، ويتتبع عيوبهما، ويضخم أخطاءهما، وهذ مسلك غير سوي، وهو حيلة شيطانية ليريح المرء قلبه من تأنيب ضميره إذا عق والديه، أو قصر في برهما. وراجعي الفتوى رقم: 318463.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني