الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قتل ملكة النحل لاستبدالها بأخرى بهدف زيادة الإنتاج

السؤال

أنا نحّال، ولتحسين وضع خلية النحل، من الأفضل أن يكون عمر ملكة النحل عامًا أو عامين.
وبوسائل حديثة يستطيع النحال أن يربّي ملكات في منحلة، واستبدال من زاد عمرها على عامين، ولكن في هذه الحالة يضطر لقتل الملكة القديمة؛ لاستبدالها بأخرى شابة، والغرض من هذا زيادة عدد النحل في الخلية، ومن ثم زيادة الإنتاج، فهل هذا يدخل في النهي عن قتل النحل؟ أفيدونا -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ندري هل قتل ملكة النحل على الطريقة التي ذكرها السائل، أمر لا بديل له؛ لأجل زيادة عدد النحل، وإنتاج العسل، أم إن هناك وسائل أخرى لذلك دون قتلها؟

فقد جاء في (موسوعة الطير والحيوان في الحديث النبوي): عندما تبلغ إحدى الملكات الجديدة طورها الكامل، يصبح على الملكة القديمة أن تبارح الخلية، ويصاحبها عندئذ كثير من الشغالات حتى تستقر في مكان آخر لتكوين خلية جديدة. اهـ.

وعلى أية حال؛ فلو افترضنا أن قتل الملكة هو الطريقة المتاحة لزيادة عدد النحل، ومن ثم زيادة إنتاج العسل، فلا نرى بأسًا في فعل ذلك؛ تحصيلًا لهذه المصلحة؛ لأن النهي عن قتل النحل إنما كان لما فيه من المنافع، قال الخطابي في معالم السنن: نهى عن قتل النحلة؛ لما فيها من المنفعة. اهـ. وقال ابن رشد في المقدمات الممهدات: لا تقتَل النحلة؛ لأنها ينتفع بها إذا بقيت، ولا ينتفع بلحمها إذا قتلت. اهـ.

فإن كان قتل واحدة منها يكثر به العدد، وتزيد به المنفعة، فلا بأس بذلك -إن شاء الله-. وقد سبق لنا في الفتوى ذات الرقم: 74394 النص على أنه لا يجوز قتل النحل، وغيره من الحيوانات المنهي عن قتلها، إلا إذا كان ذلك لغرض مشروع، مثل: دفع ضرر، أو جلب مصلحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني