الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يوازن الزوج بين إنفاقه على أمه وزوجه وولده والادخار

السؤال

لي زوج كريم، ووالدته رغم طيبتها، ولكنها تعكر صفو حياتي وحياة أولادها وزوجها نفسه؛ فهي على الجانب الأسري تملك زوجا كريما. ترفض حتى أن تقوم بأعمال المنزل منذ زواجها؛ فيقوم هو بإعداد الطعام بدلا منها، مضطرا. هذا لنقل صورة فقط عنها، هي تقول إنها مهتمة بدراسة الدين وفقهه، ولكن من كلامها أيضا هي نفسها تقول لا أستطيع تطبيقه على نفسي. المشكلة الأساسية بالنسبة لي أنها سيدة كثيرة طلب المال، فهي قد أنهت مال زوجها، حتى إنهم باعوا كل ما يملكون، والآن يعيشون في بيت بالإيجار.
وهذه هي مشكلتي: لقد منَّ الله على زوجي بوظيفة كريمة، لها عائد مادي جيد، وهي تدرك ذلك، فلا تمل ولا تكل من كثرة الطلبات، حتى إنه عندما ترك وظيفته لسبب ما، ظلت تكثر عليه الطلبات، وتقول له: يجب أن تبر أمك، وليس لي علاقة بأنك لا تعمل. وعندما عاد إلى عمله زادها هذا طلبات، حتى إنها تطلب منه شراء منزل لها. في أو قات كثيرة أخاف أن أدعوها إلى منزلي؛ لأنها آخر مرة وهي على باب منزلي أثناء دخولها، أعجبها ما أرتديه؛ ففوجئت بها تطلب أن أخلع هذه الملابس، وما ألبسه في قدمي وما أضعه من حلي على رأسي؛ لأنه يعجبها، وتريد أن تأخذه. فقلت: صدمت أول وهلة، ثم قلت: ستنسى، ولكن فوجئت بها تعيد لي الكلام، وتقول لي: لا تحاولي أن تتناسي. والآن فوجئت بها تطلب من طفلي الصغير ذي الأعوام التسعة، أن يجلب لها جهازا لوحيا: آيباد من مصروفه، أو يطلبه من والده. وكثيرا، حتى إنها رأت دمية مع إحدى حفيداتها، فقالت: لا يهدأ لي بال حتى تجلبوها لي، ولا نستطيع رفض طلباتها؛ فهي تقوم بعمل مشاكل لزوجي، وتقول له إنه عاق، وتستغل خوفه من الخالق وطيبته.
أكثر ما يضايقني أنها تؤثر على متطلبات أسرتنا، ونفسية زوجي، وتجعلني أخاف التعامل معها لكثرة طلباتها في كل شيء، فهي تستغل أي فرصة لطلب أي شيء، حتى إنها جعلت زوجي يستعير مالا عندما كنا نجهز منزلنا كأزواج جدد؛ ليجدد المنزل عندها هي الأخرى.
هذا يجعلني وللأمانة، أشتد غيظا منها، ويشغلني، ويجعلني أفكر كثيرا بضيق منها، ولا يجعلني صافية النية تجاهها، وأظل أستعيذ بالله من الشيطان، كي أستطيع أن أعيش وأربي أولادي على مكارم الأخلاق قدر استطاعتي. ومن كثرا ضيقي وانشغالي بما تفعله، أشعر أني أصبحت إنسانة سيئة، تفكر في كيفية تجنبها لحياتنا، وأحيانا كثيرة، يلهيني التفكير فيها حتى في صلاتي من شدة ضيقي منها، وكل من حولها من أبنائها يلبون طلباتها مخافة أن يغضبوا الله.
أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت، فإنّ أمّ زوجك مسيئة، ولا يلزمك أن تعطيها شيئاً مما تملكينه، سواء كان حلياً، أو ملابس أو غيرها. ولا يلزم زوجك أن يعطيها شياً ما دامت في كفاية، إلا أن يتبرع بذلك إحساناً، فهو مأجور عليه -إن شاء الله- بشرط ألا يخل بواجبه في الإنفاق عليك وعلى أولاده.
واعلمي أنّه من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه.
ولا مانع من مناصحة زوجك برفق وحكمة، بالموازنة بين إنفاقه على أمّه في غير الضرورة، وبين إنفاقه على أولاده وبيته وادخار بعض المال للمصالح المعتبرة.
ولا ينبغي أن يشغلك أمرها كثيراً، ولا تجعلي للشيطان سبيلاً ليملأ قلبك حقداً وبغضاً لها، فاستعيذي بالله من الشيطان. وكلما وسوس لك بشيء من ذلك، فاعمدي إلى الدعاء لها بخير، فسوف يذهب الله كيد الشيطان. واحرصي على شغل أوقاتك بالأمور النافعة في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني