الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم من تكلم وقد منعه المعلم من الكلام في حصته؟

السؤال

لدي سؤال، وأرجو منكم الإجابة.
هناك معلمة تدرسنا، وتقول عندما تدخل لدينا: (الله لا يحل، ولا يبيح لمن تتكلم في حصتي)
فهل يجوز ما تقوله؟ وهل علينا إثم إن تكلمنا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن التأدب مع المعلم، مما ندب إليه الإسلام، وحث عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلوات الله عليه: ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه. رواه أحمد والحاكم وحسنه الألباني.

وعليه؛ فينبغي لكم التأدب مع هذه المعلمة، والاستماع لما تأمركم به، ورعاية خاطرها في ذلك.

وقد عد العلماء من الأدب مع الشيخ: عدم إكثار الكلام بحضرته.

قال الحسين بن المنصور بالله اليمني في آداب العلماء والمتعلمين، ضمن سياق بعض آداب الطلبة: ولا يكثر كلامه من غير حاجة، ولا يحكي ما يضحك منه، وما فيه بذاءة، أو يتضمن سوء مخاطبة أو سوء أدب، ولا يضحك لغير عجب، ولا لعجب دون الشيخ، فإن غلبه تبسم، تبسم من غير صوت، ولا يكثر التنحنح من غير حاجة... إلخ.

وقال أيضا: وينبغي ألا يقطع على الشيخ كلامه أي كلام كان، ولا يسابقه فيه ولا يساوقه، بل يصبر حتى يفرغ الشيخ من كلامه، ثم يتكلم، ولا يتحدث مع غيره والشيخ يتحدث معه، أو مع جماعة المجلس. وفي حديث هند بن أبي هالة، في وصفه للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأن على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا. انتهى.

وأما التأثيم بمجرد الكلام، فلا يظهر لنا، إلا إن ترتب عليه أذية لأحد من الطلاب، كأن كان هذا الكلام يتسبب في إزعاجه، أو منعه من الفهم، أو كان يؤذي المعلمة ويشوش عليها، بحيث لا تحسن تفهيم الطلاب، فقد يتجه التأثيم حينئذ؛ لما فيه من الأذية. وراجعي الفتوى: 305566.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني