الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشتم بين الأصدقاء بغرض المزاح لا الإهانة

السؤال

ما حكم السب بين الأصدقاء بغرض المزاح لا الإهانة؟ مع العلم أن الطرفين متقبلان الألقاب التي تقال من بعضهما.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فالمزاح إنما يُؤذنُ فيه شرعًا إذا كان بالمباح، لا بما حرم الله تعالى، قال الخطيب البغدادي في جامعه: فَإِنَّمَا يُسْتَجَازُ مِنَ الْمِزَاحِ يَسِيرُهُ، وَنَادِرُهُ، وَطَرِيفُهُ، الَّذِي لَا يَخْرُجُ عَنْ حَدِّ الْأَدَبِ، وَطَرِيقَةِ الْعِلْمِ، فَأَمَّا مُتَّصِلُهُ، وَفَاحِشُهُ، وَسَخِيفُهُ، وَمَا أَوْغَرَ مِنْهُ الصُّدُورَ، وَجَلَبَ الشَّرَّ؛ فَإِنَّهُ مَذْمُومٌ. اهــ.

والسب معصية وفسوق، ولو على سبيل المزاح، وربما أوغر الصدور، وفي الحديث: سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وقد أمر الله تعالى في كتابه بأن نقول التي هي أحسن؛ حتى لا ينزغ الشيطان بيننا، قال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا {الإسراء:53}، فلا يجوز المزاح بالسب، أو غيره من المحرمات، وانظر الفتوى: 138979، عن تحريم المزاح الذي يحمل في طياته الاستخفاف بالآخرين.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني