الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من اتهم شخصا بالزنا جاهلا الحكم الشرعي

السؤال

قمت بنشر خبر زنى، وهذا الخبر أُخرِج من عائلة الشخص، ولم تقم عليه بينة شرعية، مع العلم أنني كنت أجهل حكم ما قمت به؛ لأنني أسكن في قرية معظم سكانها يجهلون الأحكام الشرعية، فهل ما قمت به قذف؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن أمر الخوض في أعراض المسلمين عظيم، وإن انتهاكها جرم كبير، فالواجب الحذر منه، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}، فوصفه بهذين الوصفين الشنيعين: كونه بهتانًا، وكونه إثمًا مبينًا؛ لينفر الناس منه. وروى الترمذي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فنادى بصوت رفيع، فقال: يا معشر من قد أسلم بلسانه، ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه، ولو في جوف رحله. قال: ونظر ابن عمر يومًا إلى البيت، أو إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك، وأعظم حرمتك! والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك.

ومن اتهم مسلمًا بالفاحشة الكبرى، ولم تكن له بينة في ذلك - وهي: أربعة شهود -، فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وهي القذف، وقد رتب الله عز وجل عليه عقوبة في الدنيا، وعقوبة في الآخرة، وراجع بخصوصه الفتوى: 93577.

وإن كنت تجهل حرمة هذا الفعل؛ لكونك تعيش في بيئة ينتشر فيها الجهل، فنرجو أن يرفع ذلك عنك الإثم، ولكن يجب عليك الحذر من مثله في المستقبل، قال السيوطي في الأشباه والنظائر: كل من جهل تحريم شيء مما يشترك فيه غالب الناس، لم يقبل، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، يخفى فيها مثل ذلك، كتحريم الزنى، والقتل، والسرقة، والخمر... اهـ.

وننبه إلى أن وسائل تحصيل العلم قد أصبحت متوافرة، وخاصة مع ثورة الاتصالات، وانتشار الإنترنت، والأجهزة الإلكترونية -كالهاتف، والحاسوب، ونحو ذلك-؛ فعلى المسلم شحذ همته لطلب العلم، فيتعلم لرفع الجهل عن نفسه، وليعلّم غيره؛ لينال الأجر العظيم، والثواب الجزيل من الرب الكريم سبحانه، وراجع في فضل طلب العلم الشرعي الفتوى: 130606.

وفي موقعنا هذا (الشبكة الإسلامية) قسم خاص بالصوتيات، يشتمل على دروس، ومحاضرات، وخطب لكثير من العلماء، والدعاة، فيمكن الاستفادة منه، وتجده على الرابط التالي:

https://audio.islamweb.net/audio/index.php

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني