الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانتفاع بالخبرة المكتسبة من الأعمال السابقة المستفادة من سيرة ذاتية كاذبة

السؤال

من كان يكذب في سيرته الذاتية من قبل، وكان يحصل على عمل، ثم تاب، فهل يمكنه استعمال تلك الخبرة التي اكتسبها من قبل، ووضعها في سيرته الذاتية الصحيحة؟ فالمسؤولة أخبرتها عن الأشياء التي كتبتها في السيرة الذاتية، وأنا لا أكتسبها، كشهادة ليست عندي، أو خبرة لم أكتسبها، وصححت لها سيرتي الذاتية كلها، ولكن ماذا عن الخبرة التي اكتسبتها فعلًا عندما كنت أحصل على عمل بسيرتي الذاتية الكاذبة من قبل؟ وهل هذا يحرِّم راتبي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فذكر الخبرة المكتسبة من الأعمال السابقة، لا حرج فيه؛ لكونها صحيحة لا كذب فيها، ولا خداع.

ولا يؤثر في ذلك كون العمل السابق تم التقديم له بسيرة ذاتية تتضمن كذبًا، لكن تجب التوبة من ذلك الكذب؛ لقوله تعالى: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:30}، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المتشبع بما لم يعط، كلابس ثوبي زور.

وأما الخبرة المكتسبة من العمل، فلا حرج في الانتفاع بها، وكتابتها في السيرة الذاتية عند التقديم لعمل آخر؛ إذ لا كذب في ذلك، ولا خداع.

ونسأل الله تعالى أن يهيئ لك من أمرك رشدًا، وأن يرزقك الهدى والثبات عليه، إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني