الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما نال أحد ما عند الله بمثل طاعته

السؤال

أبلغ من العمر 36 عامًا دون عمل، أو زواج، أو سكن خاص، ودخلت عدة مسابقات، لكن -للأسف- أغلقت كل الأبواب، وكنت محافظًا على الصلاة، وقراءة القرآن، ولم أصلِّ في رمضان هذا العام، ولم أرفع كتاب الله، ووصلت إلى اليأس، والله عالم كم أبكي كل ليلة، وأَصِل إلى المسجد، ولا أدخل، وبعد هذا العمر لم يبق لي شيء، وفي المقابل لي أكثر من عشرين صديقًا، فتح الله عليهم، ورزقهم وظائف، وتزوجوا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما أقبح ما صنعت بإعراضك عن الله تعالى، وتوليك عن طريق الاستقامة!

فعليك أن تتوب من هذا، وترجع إلى ربك تعالى؛ فإنه المنعم عليك بما لا يحصى من النعم، فاشكره على ما أولاك، ولا تنظر إلى ما سلب منك.

وتوجه إليه بإخلاص، وصدق، واجتهد في دعائه أن يوسّع رزقك؛ فإنه من أعظم أسباب نيل المطلوب.

وانظر في الدنيا إلى من هو دونك، ولا تنظر إلى من هو فوقك؛ لئلا تزدري نعمة الله عليك.

ثم اعلم أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأن خزائن السماوات والأرض بيديه سبحانه، وأنه ما يفتح الله للناس من رحمة، فلا ممسك لها، فتوكل عليه، والجأ إليه، فما نال أحد ما عند الله بمثل طاعته.

واجتهد في الأخذ بالأسباب الظاهرة مفوضًا أمرك لله تعالى، عالمًا أنه أعلم بمصلحتك منك، وأنه أرحم بك من أمّك التي ولدتك.

وتب على الفور من معاصيك، وحافظ على صلاتك وعباداتك؛ فإن أمر رزق الدنيا أهون بكثير من أن تترك لأجله صلاتك، وتضيع ما أوجبه الله عليك.

ثم إن تلك المعصية سبب من أسباب حرمان الرزق، كما روى ابن ماجه: وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

نسأل الله أن يتوب عليك، ويرزقك رزقًا واسعًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني