الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم الظالم بتأذي الناس من رؤيته أو سماع صوته؟

السؤال

قال الله تعالى: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثما مبينا.
أعرف رجلان ظلم أحدهما الآخر، وبالغ في ظلمه، وكرره حتى وصل الأمر بالمظلوم أن صار يتأذى إذا رآه أو سمع صوته، فهل هذا الأذى الحاصل من رؤية الظالم، أو سماع صوته داخل في الآية؟ علماً بأن المظلوم كان يحسن إلى الظالم قبل أن يصدر منه الظلم، ولم تصدر منه إساءة بعد ظلم الظالم، والظلم الذي صدر من هذا الظالم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم: والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، وما نصيحتكم للظالم والمظلوم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالداخل في الآية هو الظلم الواقع من هذا الشخص لأخيه، فإن كان ظلمه حقا وآذاه بظلمه له بغير ما اكتسب فهو آثم محتمل للبهتان، والإثم المبين.

وأما تأذي الآخر برؤيته أو سماع صوته فلا يظهر أنه يأثم به لأنه لا فعل له هنا يستحق الإثم عليه، وهو إنما أثم لظلمه المتقدم، والنصيحة المبذولة للظالم هي أن يتوب إلى الله تعالى، ويعتذر لأخيه ويرفع عنه ظلمه إن أمكن، والنصيحة المبذولة للمظلوم هي أن يعفو ويصفح إن كان في العفو مصلحة، وأن يصبر لما أصابه ويحتسب ما نزل به فإنه لا يضيع عمل عامل عند الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني