الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة الدال على الشر والمنكرات

السؤال

كنت أرسل نوعا من الصور الإباحية لفتاة، لكني تركت هذا الفعل، وبعد مرور شهرين، تذكرت هذه الفتاة، وتذكرت جملتها، حيث قالت لي بأني السبب في حبها لهذا الفعل، بحثت عنها في الموقع الذي تحدثنا فيه، وقالت لي بأنها هي لكني لست متأكدا فنصحتها، واعتذرت لها أني السبب في حبك لهذا الفعل، وقلت لها بأن هذا حراماً، وأن الله أعطانا العقل لنفكر به، لكنها تجاهلتني، فأنا خائف من أن آخذ ذنبًا على أي شيء حرام تفعله بسببي خصوصًا أنها فتاة في أوائل العشرينات فأظن أن عقلها لم ينضج كيف أُكفِر عن ذنبي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإرسالك الصور الإباحية للفتاة لا شك في كونه أمرا منكرا، وقد أحسنت بالتوبة من ذلك، ونسأل الله عز وجل أن يقبل توبتك ويغسل حوبتك، فهو الغفور الرحيم لا يخيب ظن من أتاه تائبا صادقا في توبته، قال سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها الطويل في قصة الإفك قال النبي صلى الله عليه وسلم:فإن العبد إذا اعترف بذنب، ثم تاب تاب الله عليه. فأحسن الظن بربك، وأحسن العمل في المستقبل. وراجع الفتوى 29785، وهي عن دلائل قبول التوبة.

وإن كنت سببا في دلالتها على هذه الصور وتعلقها بها فأنت دال ومعين لها على المعصية، وكما أن الدال على الخير كفاعله، فإن الدال على الشر كفاعله أيضًا، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

قال القرطبي في تفسير هذه الآية: أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى، أي: ليعن بعضكم بعضًا، وتحاثوا على ما أمر الله تعالى، واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه، وامتنعوا منه، وهذا موافق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدال على الخير كفاعله ـ وقد قيل: الدال على الشر كصانعه. اهـ.

ولكن التوبة تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى فأخلص في توبتك، ولا يضرك ما قامت هي به بعد توبتك وسعيك في بيان الحق لها. وراجع في التوبة من الحقوق المعنوية الفتوى 18180.
ولمزيد الفائدة انظر فتاوانا: 12928، 10800، 1208.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني