الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلف عن الجمعة بسبب الدراسة

السؤال

أنا مقيم في ألمانيا، وأدرس في الجامعة، ويكون موعد صلاة الجمعة بين محاضرتين لنفس المادة التي تدرس فقط في هذا الوقت، وأقرب مسجد يبعد عن الجامعة نصف ساعة مشيا، ولا أملك سيارة، وأنا محتار بين ترك صلاة الجمعة، أو حضورها مرة وتركها مرة حتى نهاية الفصل أو المحافظة عليها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن أمكنك حضور الجمعة بصفة مستمرة من غير حصول ضرر عليك في دراستك تعين عليك حضورها لأنها فرض؛ كما هو معلوم، فإن تعذر حضورها باستمرار، وقدرت على حضورها أحيانا تعين عليك حضور ما استطعت منها، وتُعْذَرُ في التغيب عنها إذا خشيت ضررا في دراستك؛ لما نص عليه الفقهاء أن مِنْ أعذار ترك الجمعة والجماعة خوف حصول ضرر في المعيشة. وهذا إذا لم تجد جامعة أخرى لا تمنعك من الذهاب إلى الجمعة، وقد أفتى الشيخ ابن عثيمين الطلبة الدارسين في بلاد غير المسلمين بأنهم يعذرون في ترك الجمعة إذا كانوا لا يسمعون الاذان والمسجد بعيد عنهم يشق عليهم الذهاب إليه فقال:
أرى أنه إذا كان يسمع النداء فإن الواجب عليه الحضور إلى صلاة الجمعة ... أما إذا كان المسجد بعيداً فإنه لا يلزمه الحضور إذا كان يشق عليه الحضور إلى مكان الجمعة. اهــ.

وقد سبق أن بينا في عدة فتاوى حكم التخلف عن الجمعة بسبب الدراسة في الجامعة، فانظر الفتويين التاليتين: 125812 ، 325786 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني