الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجته ترفض الانتقال للمسكن القريب من أهل زوجها

السؤال

السؤال: أنا متزوج، وعند الخطبة قلت لأبيها سأسكن في شقة أمام شقة أبي، أنا الوحيد لثلاث بنات. وتيسرت لي شقة في مكان أفضل، رجعت من سفري، وتزوجت فيها. كان أمي وأبي في صحة، وسكني بجوارهم 2كيلومتر. ولكن الآن والدي يبلغ من العمر 74 عاماً، مريض بالزهايمر والضغط، والقلب وضعف النظر، والحركة. ووالدتي عمرها 60 عاما.
وقد قررنا أنا وإخوتي أن نشتري شقة لهما بجوار أختي؛ نظرًا لعدم قدرة والدتي على رعاية أبي نفسيًا، حيث إنه معرض لموجات غضب في أي لحظة، ويطلب الذهاب إلى العمل أو المزرعة في أوقات متأخرة، فيكون الحل أن يأخذه أحد منا إلى الشارع لساعة أو ساعتين حتى ينسى الموضوع، ثم نحاول إرجاعه بدون أن يغضب. وأحيانا لا تقدر أمي على الرعاية؛ فتكتئب وتنهار، وتبكي. وبعد أن انتقل والداي بجوار أختي 5 كيلو تقريبًا، ربع ساعة بالسيارة من بيتي، وأنا أفكر أن أنتقل لجوارهم؛ لتسهل علي عيادتهما في أي وقت، ولمرات متكررة بسهولة. وأيضًا لا أريد أن أحمل أختي مشقة الرعاية وحدها، فهي مسؤولة عن بيت وأولاد. زوجتي ترفض الانتقال لجوارهما، ومبرراتها هي:
أولا: أن المنطقة أقل اجتماعيًا، مع العلم أنها أرقى من شقتي الأولى التي قبلوها عند الخطبة.
ثانياً: أنها تخاف من تدخلات أهلي وأختي في حياتها من قريب، أو بعيد.
ثالثًا: أنها تعالج من اكتئاب حتى الآن لا أعلم سببه. أخذتها لدار الإفتاء وقال لها الشيخ: يلزم الزوجة اتباع مكان الزوج في السكن ما دام سكنا مستقلا، ويمنع التدخل من أهله عندها في شقتها. ثم أخذتها لطبيبها النفسي وطرحت المشكلة، ولم يقع حل إلى الآن.
المهم حالياً هي لا زالت مصرة، وسألت شيخا آخر في دار الفتوى، وقال خيرها بين اثنتين النقل، أو الانفصال. ولا أريد خراب بيتي وأطفالي. أنا محتار.
أولا: أخاف أن أقصر في بر والدي ووالدتي، وقد دعوت الله أن يرزقني برهما، ولا يحرمني أجرهما.
ثانيا: أمي أحيانا ترتبك من حالة أبي، وتستحي أن تطلب مني أن آتي لها متأخرا أو مبكرا جدا، وأريد أن أزيل هذا الحرج عندما أكون قريبا. ثالثا: أخاف أن أتركها في نفس السكن ويبقى في صدري منها شيء، لا أقدر على حبها، ويكون سبب شقاق وطلاق، فلن أغفر لها عدم إعانتي.
أريد حلا:
1- الانتقال وإرغام زوجتي، ولا أحب إرغامها.
2- أتركها في سكنها وأبغضها على موقفها، ويستحيل الحب. أدخلت والدها فرفض التصديق على النقل، وقال لي إنه لن يرضى حكما أو قاضيا بيننا، وكأني مجبر على القبول والتراجع عن النقلِ.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حقّ لزوجتك في الامتناع من الانتقال معك إلى المسكن القريب من مسكن أمّك، أو إلى أي مسكن آخر ما دام مناسبا لحالها وحالك، وتأمن فيه على نفسها.

والذي ننصحك به أن تبذل وسعك في إقناع زوجتك بالانتقال معك إلى المسكن الجديد بطيب نفس منها؛ ليسهل عليك القيام ببرّ والديك ورعايتهما، ولا مانع من توسيط بعض الأقارب العقلاء أو غيرهم من الصالحين، ليقنعوا زوجتك بالانتقال معك، واستعن بالله وأكثر من الدعاء بإلحاح.
فإن أصرت زوجتك على عدم الانتقال معك، ولم تركن للحكم الشرعي، فالحل الأول الذي عبرت عنه بقولك: الانتقال وغصب زوجتي، ولا أحب غصبها. هو الأقرب.

وننصحك للفائدة، بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني