الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من مُنِح مبلغًا للدراسة وبقيت عليه مادة، فهل له الدفع مقابل تجاوزها؟

السؤال

أنا لاجئ في هولندا، وأعطتني البلدية 10000 أورو؛ لدراسة اللغة، ودرست بـ 6500 أو يزيد قليلاً، وأكملت كل المواد إلا مادة واحدة، وهي عن العمل في هولندا، ووجدت الآن مدرسة تُخلصني من المادة دون دراسة، على أن أدفع لهم باقي المال المتبقي من 10000 الموجودة في حساب في الإنترنت، ويعطوني 1400 هدية منها، ويأخذون باقي المبلغ المقدر ب 2000، فهل يمكنني فعل ذلك، وليس عليّ إثم؟ أفتونا -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجب الالتزام بشروط الجهة المانحة، ما دامت شروطًا مباحة؛ لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة:1}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقًا، وأبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني.

وقال القاسم بن محمد: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم، وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ.

ولذلك لا يجوز للسائل أن يقبل عرض هذه المدرسة؛ لما فيه من غش، وكذب، بل عليه أن يدرس المادة المتبقية، ما دامت ضمن الدراسة التي أخذ من أجلها هذا المبلغ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني