الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فسخت الخطبة بعد المشاورة والاستخارة، فهل تتراجع؟

السؤال

أنا بنت تقدم لي زميلي في الجامعة، وأثناء تقدمه حصلت مشاكل كثيرة جدا، كثير منها بسبب أنه صريح لدرجة أنه يضايق الإنسان.
صليت صلاة الاستخارة كثيرا. وتمت الخطبة منذ شهرين، لكننا دائما في مشاكل بسبب المشاكل القديمة. لا توجد مشاكل جديدة، لكن نفس المشاكل القديمة ونتشاجر كثيرا. إلى أن قررت ذات يوم الانفصال؛ لأني كنت متألمة. واستخرت كثيرا.
هو أصلح العلاقة، فتراجعت عن قراري. بعد ذلك بأسبوعين رجعنا لنفس المشكلة، إلى أن قررت أنا وأهلي الانفصال. وصليت صلاة الاستخارة، ودعوت ربنا كثيرا، وأنا مؤمنة أن ربنا سيكتب لي الخير، لكن أتمنى أن الخير يكون في أن تصلح أموري. لكني طبعا أدعو ربنا وأنا راضية بأي شيء سيحصل.
منذ أن قررت الانفصال وهو يحاول أن يفعل أي شيء لكي لا ننفصل: يكلم أهلي كل يوم، ويطلب منهم إعطاءه فرصة أخرى.
أريد أن أسأل هل الاستخارة أننا نكمل في الانفصال، وإذا كان هناك خير ربنا سيرجعنا مرة أخرى، وإذا هو يحاول أن يصلح، فهذا نتيجة الاستخارة أني أكمل معه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أنّ نفع الاستخارة للعبد يتوقف على صدقه فيها، وصحة تفويضه الأمر إلى الله، وتوكله عليه، وراجعي الفتوى: 400852
والراجح عندنا أن المستخير يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يترك الأمر الذي استخار فيه إلا أن يصرفه الله عنه، وراجعي الفتوى: 123457، والفتوى: 62724
وعليه؛ فما دمت أقدمت على فسخ الخطبة بعد المشاورة والاستخارة؛ فلا ترجعي لمجرد محاولته الرجوع، ولكن إذا بدا لك أنّ الأصلح لك الرجوع إليه فارجعي.
وننبهك إلى أنّ الخاطب أجنبي عن مخطوبته ما دام لم يعقد عليها، وشأنه معها شأن الرجال الأجانب، فكلامه معها يكون عند الحاجة بقدرها. وانظري الفتوى: 57291

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني