الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من دعا على إنسان بالموت، فهل يعد قاتلًا؟

السؤال

هل من دعا على إنسان بالموت؛ وذلك لسبب تافه، وعلم بعد مدة أن هذا الإنسان أصابه السرطان في نفس السنة التي دعا عليه فيها، ثم مات هذا الشخص، فهل يعد الداعي قاتلًا؟ والموضوع قديم، وأشعر أنني سبب موت الرجل، علمًا أني لا أحبه، ولكني لا أريد أيضًا أن أكون عند الله قاتلًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يُعَدُّ هذا الرجل قاتلًا، وإنما هو قدر الله وافق دعاءه، ولكن إن كان دعا عليه بغير حق، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى من ذلك، قال القرافي: وَحَيْثُ قُلْنَا بِجَوَازِ الدُّعَاءِ عَلَى الظَّالِمِ، فَلَا تَدْعُو عَلَيْهِ بِمُؤْلِمَةٍ مِنْ أَنْكَادِ الدُّنْيَا لَمْ تَقْتَضِهَا جِنَايَتُهُ عَلَيْك ـ بِأَنْ يَجْنِيَ عَلَيْك جِنَايَةً، فَتَدْعُوَ عَلَيْهِ بِأَعْظَمَ مِنْهَا، فَتَكُونَ جَانِيًا عَلَيْهِ بِالْمِقْدَارِ الزَّائِدِ ،ـ وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عليكم. انتهى.

وليستغفر لهذا الشخص إن كان ظلمه بالدعاء عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني