الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد خطبة فتاة كان على علاقة معها وتابا؛ وترفض بحجة أن الله لن يبارك لهما

السؤال

أنا شاب في مقتبل العمر، أحب فتاة تصغرني بسنة، وكان بيننا علاقة محرمة، وأنا أعلم ذلك، ولا أنكر ذنبي، بل معترف به، وأحاول التكفير عنه. حدث بيننا تجاوزات، والآن أشعر بالذنب الشديد، وأريد أن أتقدم لخطبتها للتكفير عن ذنبي، ولكني قُوبلت بالرفض منها قائلة إن علاقتنا هذه تغضب الله، ولن يبارك لنا. فهل هذا صحيح؟ أنا وهي قد تبنا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنتما بالتوبة إلى الله تعالى من هذه العلاقة غير الشرعية، ونسأله سبحانه أن يتقبل هذه التوبة، ويزيدكما هدى، وتقى، وصلاحا.

ونوصيكما بالحرص على ما يعين على الاستقامة، وتجنب الفتن، ويمكنكما الاستفادة من بعض التوجيهات المضمنة في الفتاوى: 10800، 1208، 12928. والتوبة تكفر ذنبك معها، ولا يجب عليك الزواج منها، بل أنت مخير في ذلك.

ولا يلزم من هذه العلاقة بينكما، وما كنتما فيه من معصية أن لا يبارك الله في زواجكما إن تم، خاصة وأنكما قد تبتما، فنرجو أن تكون التوبة سببا للبركة فيه، وأن تسعدا به.

وقد جاءت السنة بحث المتحابين على الزواج، وذلك في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

فإن اقتنعت هذه الفتاة بأمر الزواج، فاستخر الله -عز وجل-، وراجع الفتوى: 19993، وهي عن الاستخارة.

وإن لم يتيسر زواجك منها، فدعها، وابحث عن غيرها، فالنساء كثير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني