الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من خاف الإغماء بسبب الجوع، فهل يجوز له الإفطار في صيام القضاء؟

السؤال

قررت أن أصوم القضاء، وفي ذلك اليوم لم أتناول طعام العشاء، ولم أشرب؛ لأني أكلت وقت المغرب، فلم أشعر بالجوع والرغبة في تناول العشاء، وقررت أن أقوم وقت الفجر حتى أتسحر، ولكن غلبني النوم، واستيقظت الساعة الثامنة، وخفت أن يغمى عليّ من الجوع؛ لأني لم آكل شيئًا، فهل يمكن أن أفطر؛ حتى لو كنت قد نويت الصيام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالصوم الواجب -ومنه صوم القضاء-، لا يجوز للمرء قطعه من غير عذر، قال ابن قدامة في المغني: ومن دخل في واجب -كقضاء رمضان، أو نذر معين، أو مطلق، أو صيام كفارة-، لم يجز له الخروج منه؛ لأن المتعين وجب عليه الدخول فيه. وغير المتعين تعيّن بدخوله فيه؛ فصار بمنزلة الفرض المتعين. انتهى.

ولكن إذا خاف الصائم على نفسه الهلاك بسبب الجوع أو العطش، فله الفطر، قال النووي في روضة الطالبين، مبينًا مبيحات الفطر: فالمرض والسفر، مبيحان بالنص، والإجماع، وكذلك من غلبه الجوع، أو العطش، فخاف الهلاك، فله الفطر، وإن كان مقيمًا صحيح البدن. انتهى.

وعلى هذا؛ فإن خفت على نفسك الهلاك بسبب شدة الجوع؛ فأفطرت، فلا حرج عليك، ولو كنت قد نويت الصيام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني