الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم السؤال عن الأمور الغيبية بـ: (متى)

السؤال

جزاكم الله خيرا، مشايخنا الكرام، على جهودكم الطيبة.
سألني أحد الإخوة هل يجوز ذكر (متى) أو بالأصح هل يجوز السؤال باستخدام لفظ (متى) في معرض الكلام عن أمر غيبي؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسؤال عن الأمور الغيبية بكلمة: (متى) لا حرج فيه في الأصل، سواء كان من أمور الآخرة، أم أمور الدنيا المستقبلية، فقد سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة ؟ ولم يكن ينهاهم عن مثل هذا السؤال، وإنما يخبرهم بأنه لا يعلمها ويخبرهم بأماراتها: مَا الْمَسْؤولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا. وكان يلفت أنظارهم إلى ما هو أهم من معرفة وقتها وهو الاستعداد لها فيقول للسائل: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ كما في الصحيحين وغيرهما.

وفي القرآن أخبرنا الله -تعالى- أن الرسول والمؤمنين معه حين يشتد بهم البلاء يسألون: "متى نصر الله؟" كما في قول الله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ. {سورة البقرة:214}.

فإذا كان المؤمن يسأل من باب طلب العلم عن أمر غيبي متى سيقع؟ ظنا منه أن توقيته ورد في الكتاب أو السنة، فلا حرج في هذا -فيما نرى- كأن يسأل سائل متى يرد المؤمنون الحوض يوم القيامة: هل يردونه قبل دخول الجنة أم بعد دخولها؟ أو يسأل سائل: متى يخرج الدجال؟ هل سيخرج قبل نزول عيسى عليه السلام أم بعده؟ ومتى يخرج يأجوج ومأجوج هل قبل نزول عيسى أم بعده؟ فمثل هذه الأسئلة لا حرج فيها، ولا تحرم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني