الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى العقيدة وأهميتها

السؤال

ما معنى العقيدة؟ ولماذا يركز عليها العلماء أكثر من بقية الأمور كالحديث والفقه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعقيدة هي ما يعقد عليه الإنسان قلبَه، ويؤمن به إيمانا جازما، ويتخذه مذهبًا ودينًا يدين به. فإذا كان هذا الإيمان الجازم صحيحًا؛ كانت العقيدة صحيحة. وإن كان باطلاً؛ كانت العقيدةُ باطلة.
هذا ملخص ما عرف به أهل العلم هذا المصطلح الشرعي، لهذا العلم الجليل، ويدخل في أفراد العقيدة الصحيحة أركان الإيمان الستة، وتفريعاتها، وما التحق بذلك من الحب في الله، والبغض في الله، والولاء والبراء، والموقف من الصحابة ونحو ذلك.
جاء في كتاب «مجمل أصول أهل السنة» الشيخ ناصر بن عبد الكريم العلي العقل: أما العقيدة في الاصطلاح فلها معنيان: معنى عام يشمل كل عقيدة، العقيدة الحق أو العقيدة الباطلة عند أهل الباطل، وهي تعني الإيمان واليقين الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى معتقده.
أما العقيدة الإسلامية، فهي تعني: اليقين والتسليم والإيمان الجازم بالله عز وجل، وما يجب له من التوحيد والعبادة والطاعة، ثم بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، وسائر أصول الإيمان، ثم أركان الإسلام، والقطعيات الأخرى، وهي كثيرة، كالشفاعة والرؤية، والأمور العملية التي هي من قطعيات الدين؛ كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد، والحب في الله، والبغض في الله، ونحو ذلك مما يندرج في الواجبات، وفي العلاقات بين المسلمين كحب الصحابة -رضي الله عنهم- وحب السلف الصالح، وحب العلماء وحب الصالحين، ونحو ذلك مما هو مندرج في أصول الاعتقاد وثوابته. انتهى.
وللسلف ألفاظ أخرى يطلقونها على هذا العلم منها التوحيد، وهذا من باب تسمية الشيء باسم بعضه الأهم. ومنها السنة، وهذه التسمية شائعة في العصر الأول، وسموا بها كتبا ألفوها في هذا العلم، ومنها أصول الدين، والفقه الأكبر والشريعة.

وكل ذلك يدل على أهمية هذا العلم ومكانته في الشرع، وكيف لا يكون كذلك وهو أساس دعوة الأنبياء، وعليه مرتكز الأعمال قبولا وردا.

وإذا كان الحال كذلك، فهو يستحق العناية والتركيز في تعلمه وتعليمه، والتأليف فيه والدعوة إليه، والذب عنه على طريقة سلف هذه الأمة في قرونها المفضلة ومن تبعهم بإحسان.
وجهود العلماء في هذا لم تكن بحال على حساب علوم الشريعة الأخرى كالتفسير والحديث الفقه وغيرها.

ومن أراد أن يدرك طرفا من ذلك؛ فليطالع المكتبة الإسلامية، فسيجد لكل علم من هذه العلوم نصيبا وافرا منها، -لله الحمد والمنة- وما ذاك إلا تحقيق لما وعد الله به من حفظ هذا الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني