الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

في هذه الأمة ملهمون ، والمدار على الصلاح والاستقامة.

السؤال

امرأة كبيرة في السن هذه المرأة تصلي وتصوم وتفعل الخير وتقرأ القرآن وتدعوا إلى الخير ولكن تقول أشياء مستقبلية ،فهي تقول مثلاً إن الرجل الذي جلس معها سوف يتزوج قريباً ويحدث ،أو شاب سوف يسافر إلى الخارج بعد مدة قليلة ، ويحدث ذلك،وهذه الحالات قد تأتي لها إما في المنام ((حسب ما تقول رؤيا)) أو تكون جالسة في مجلس ثم تتوقف عن الكلام العادي ثم تقول هذه الأشياء وعندما نسألها عن الذي قالته تقول لا تدري،ما تفسير هذا ؟ هل هو شئ مبارك من عند الله (كرامة )،أو ماذا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن بعض الناس يطلعهم الله عز وجل على شيء من الغيب عن طريق الرؤيا الصالحة أو الإلهام والتحديث، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة" رواه مسلم، وهو عند البخاري بلفظ "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".
وفي الصحيحين أيضاً "الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان".
والرؤيا الصالحة بشرى خير للمسلم، كما قال صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له".
وأما الإلهام والتحديث فهو واقع في الأمم السابقة ويقع أيضا في هذه الأمة، وقد اختلف في معناه على أقوال فقيل: هو الإصابة بغير نبوة، وقيل المحدَّث هو الملهم بالصواب الذي يُلْقَى على فيه. وقيل غير ذلك، والأصل في إثبات الإلهام والتحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدَّثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب". متفق عليه.
وربما أطلق العلماء على هذا النوع من العلم بالمغيبات الكشف، ومدار الأمر على استقامة الحال وسلامة المعتقد، فإن جنس هذا العلم يحصل للبر والفاجر، والمسلم والكافر، والمحدَّث والكاهن.
وكما قال السلف: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء، فلا تغتروا بعمله، حتى يعرض على الكتاب والسنة.
ووجود الكرامة والولاية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمر مقطوع به، لكن من الخطأ البين أن يعطى أحد من الناس شيئاً من التقديس والتعظيم لأجل صلاحه واستقامته، وأعظم من ذلك أن يبنى على قبره إذا مات، وأن يصنع له مولد، وأن يسأل من دون الله عز وجل، وهذا غاية ما يطمع فيه الشيطان، ويسعى إليه.
وعليه فقد يلقي الشيطان بعض الأمور الغيبية على لسان شخص ما، ليفتتن به الناس، لا سيما إذا كانوا جهالا مولعين بالقبور وأهلها، يثبتون الولاية والكرامة بأوهى سبب. فالحذر الحذر من مكر الشيطان وحيله.
وفق الله الجميع لما يجب ويرضى. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني