الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأيمان التي لا يعرف عددها

السؤال

بالحقيقة أنا مسلمة قد قمت حنث في أيام كثيرة منذ 4 أعوام من الآن لدرجة أني لا أذكر كم يمينا قد حنثت وكم يوما يتوجب علي صيامه كفارة لتلك الأيمان التي لا أذكر عددها لكثرتها، وأعترف أني الآن أصبحت أكثر التزاما بالدين وإن شاء الله لن أقسم بالله سوى على الأمور الهامة، وسألتزم به، لكن أريد أن أعرف كيف أكفر عن تلك الأيمان التي كنت أقسم بها في الماضي
2- السؤال الثاني:أنا أعلم أن التوبة لتكون مقبولة يجب أن تكون نصوحا دون العودة إلى الأمر الذي أتوب عنه, لكن لضعف نفسي وإيماني فيما مضى كنت أستغفر الله وأتوب عن أمر ما لكني أعود وأكرره ثم أستغفر الله من جديد وأتوب ومن ثم أعيد الكرة أما الآن فالحمد الله أصبح إيماني أقوى وأقيم الصلاة بوقتها دون انقطاع وأكثر من الدعاء وقراءة القرآن وبإذن الله لن أعود لفعل أشياء كنت قد تبت عنها, لكني خائفة من عدم قبول الله عز وجل لتوبتي هذه المرة من كثرة ما أخطأت بالماضي واستخدامي الخطأ لمفهوم التوبة مع العلم أني كنت أعرف أن من شروط التوبة عدم تكرار الأمر أرجو معرفة الطريقة التي أكفر بها عن ذنوبي إذا لم يكن وضعي ميؤوسا منه وخاصة لأني ارتكبت هذه الأخطاء وأنا أعلم أنها خطأ . وشكرا لتعاونكم وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي للمسلم أن لا يكثر الحلف بالله سبحانه وتعالى، لأن ذلك يشعر بعدم تعظيمه لله، وفيه جرأة عليه، والله تعالى يقول: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ {البقرة: 224}. ويقول: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ {المائدة: 89}. وورد ذم كثرة الحلف في قول الله عز وجل: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ{القلم: 10-13}. فجاء ذكر الحلاف مع هذه الصفات المذمومة، فدل ذلك على ذمه.

وفيما يتعلق بكفارة هذه الأيمان التي تجهلين عددها فالواجب التكفير عن أكبر عدد يغلب على الظن أنه احتياط في قدرها.

والكفارة بالصيام إنما تكون عند العجز عن الأمور الأخرى. قال تعالى: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ {المائدة: 89}.

والحاصل في المسألة أن عليك أن تحتاطي في عدد الأيمان التي حنثت فيها وتكفري بالإطعام أو الكسوة أو العتق، فإن عجزت عن الثلاثة فلك أن تصومي ثلاثة أيام عن كل يمين.

وعليك أن لا تيأسي من قبول التوبة، فإن التوبة النصوح ليس معناها أن لا يرجع التائب إلى الذنب، بل من شروطها أن يعزم عدم الرجوع إلى الذنب. وقد روى أبو داود والترمذي والبزار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة. وراجعي الفتوى رقم: 31318.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني