الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)

السؤال

في سورة القصص توجد آية رقم 24 ما معنى (إني لما أنزلت إليّ من خير فقير)؟ وما هي الحجج الثماني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الآية المذكورة جاءت في سياق قصة موسى عليه السلام، وخروجه من مصر إلى مدين خائفاً يترقب.

فبعدما وصل مدين مرهقا وسقى للمرأتين غنمهما تولى إلى ظل شجرة فجلس إليها جائعاً متعباً من بعد الشقة وطول السفر وتعب العمل... فدعا بهذا الدعاء يعرض فيه بسؤال الله تعالى من خيره العميم، فقال: رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ {القصص: 24}.

أي رب إني محتاج وفقير لما أعطيتني من خيرك ورحمتك...

فاستجاب الله تعالى دعاءه، فجاءته إحدى المرأتين تقول له: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا {القصص: 25}.

فوجد عندهم الأمن والطعام والراحة والاطمئنان، فقال له شيخ مدين: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ {القصص: 27}. أي ثمان سنين تعمل فيها في أغنامي. فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ{القصص: 27}. أي: من فضلك، وليس شرطا ، فوافق موسى عليه السلام وأتم أبعد الأجلين، واستجاب الله تعالى دعاءه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني