الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تمام التوبة التحلل من حق الغير

السؤال

شاب تاب ورجع إلى الله ولكنه قبل توبته كان قد ضرب رجلا حتى كسر له دماغه ..وهو يعرف ذلك الرجل هل يرجع ليسامحه أم أنه لو رجع ليسامحه قد يرجع له الذكرى فيؤلم هذا الرجل ..ماذا يفعل هذا الشاب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن إراقة الدماء عظيم عند الله، فقد ورد في الصحيحين وغيرهما قول النبي صلى الله عليه وسلم: أول ما يقضى بين الناس في الدماء. وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما. وتوبة العبد من الذنب مقبولة إذا توفرت شروطها، ومن شرطها إذا كان فيه حق للعباد أن يستحل أصحاب الحقوق من حقوقهم، ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 5450. والمتبادر من السؤال هو أن الجناية كانت عمدا، وإلا لكان الواجب فيها الدية، ولما كان على الجاني فيها ذنب، لأن الله تعالى يقول: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب: 5}. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عيله. رواه ابن ماجه. وجناية العمد إن أمكن القصاص فيها بأن أمن من الحيف ولم يخش فيه هلاك الجاني تعين القصاص، إلا أن يصطلح الجاني والمجني عليه على شىء. وإذا كان القصاص غير ممكن لا حتمال هلاك الجاني إذا اقتص منه فإن الأرش يكون هو المتعين. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 61822. وعليه، فإذا كان في إمكان هذا الشباب أن يرضي الشخص الذي جنى عليه ويحصل على عفوه بأية وسيلة دون أن يقابله فله ذلك، وإن لم يجد إلى ذلك وسيلة إلا بالذهاب إليه فلا بد أن يذهب إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني