الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتعين عدم الإساءة إلى زوج الأم إذا كان فيها سخط الأم

السؤال

أمي تزوجت بعد أبي رحمه الله من رجل كل الناس يقولون إنه عصبي متصنع ضعيف وهو يعمل عطارابينما كانوا يقولون عن أبي شخصية على خلق نادرا ما تتكرر وكان أستاذا في الجامعة رحمه الله لي أخ وأخت أصغر مني حملت أمي منذ أربعة شهور وبدأت المشاكل لأننا لا نريده أن يزورنا في بيتنا خوفا أن تكون بداية إقامته معنا خاصة إننا أعلى ماديا بكثير والحمد لله علما أن أمي لها بيتان بيته وبيت أبي رحمه الله بدأت تهمل في حقوق إخوتي تهمل في واجبات الطبيخ والتنظيف والاستذكار لهم تهمل حتى في متابعة خطوات أختي أو أن تجلس مع إحداهن مع العلم أنها كانت تهتم جدا بشئوننا أيام حياة أبي رحمه الله كانت أمًّا مثالية جدا كرهنا ذلك الرجل وزاد كراهيتنا له أنه عصبي وأنه سبنا في بيت أبينا رحمه الله أكثر من مرة في البداية كنا نصبر ثم نفد صبرنا فطردناه من بيت أبي ومجرد أي كلمة نقولها عنه تستثير غضبها بشكل مريع حتى لو بدأ هو بمواقف لا تليق كل هذا ولم تلد بعد كيف أرضي الله؟ ما هي واجباتي؟ هل جميع الواجبات المنزليه والاستذكار لإخوتي فرض علي؟ وإذا أمرتني بذلك أهو فرض علي أن أقوم به؟ إذا تصرف زوج أمي بشكل سيء أو سبنا أو أهاننا هل ردي عليه حرام؟ مع العلم أن هذا يثير غضب أمي جدا وتدعو علي وعلى إخوتي وتقول إهانتنا له تعد إهانة لها.أفيدوني أفادكم الله تعالى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى عليك ما للوالدين من منزلة عظيمة، فقد رفع الشرع من شأنهما وأمر ببرهما والإحسان إليهما، وخاصة الأم، قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {لقمان: 14}.

فمهما أمكن الأولاد كسب رضا أمهم بما ليس فيه معصية فليفعلوا، ففي ذلك خير الدنيا والآخرة، روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.

فالواجب عليكم بر أمكم والإحسان إليها، ولا تجوز الإساءة إلى الأم وإن أساءت إلى ولدها، والواجب الحذر مما قد يؤدي إلى سخطها وبخصوص ما حدث منكم مع زوج أمكم، فرد السيئة بمثلها وإن كان جائزاً شرعاً إلا أن العفو والصفح أولى، قال تعالى: وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ {النحل: 126}.

وخاصة إذا كان من صدرت منه الإساءة هو زوج الأم، وكان في الرد عليه سخط الأم، فهذا مما يستبين به كون الصبر والعفو أولى.

ولا يلزمكم شرعاً السماح لزوج أمكم بالسكن معكم في البيت، ولكن الأولى أن تحاولوا إقناع أمكم بابتعاد هذا الرجل عنكم دفعاً لأسباب الخصام، بدلاً من طرده من البيت واستفزاز مشاعر أمكم بذلك، ولا بأس بأن تشفعوا بأهل الخير والعقلاء من الناس في تحقيق الإصلاح لأن في الوفاق خيراً.

وأما الخدمة في البيت، فالواجب عليك خدمة أمك فيما تحتاج إلى خدمتك فيه بما ليس فيه ضرر عليك أو مشقة لا تحتمل، فقد ذكر العلماء أن من حقوق الوالدين على الولد أن يخدمهما إذا احتاجا إلى الخدمة، ويمكنك القيام بما تستطيعين القيام به من خدمة في البيت، ولاسيما إن كان في ذلك رضا أمك.

وننبه إلى أن حق الأم في الحضانة يسقط بزواجها من رجل آخر، فإن كان من أولادها من هو في سن الحضانة فقد سقط حقها في حضانتهم بزواجها، وتراجع الفتوى رقم: 9105 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني