الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألوهية وربوبية الله ثابتة عند آدم كما عند المسيح عليهما السلام

السؤال

عندما فشل المسيحيون في تقديم الفقرة التي قال فيها السيد المسيح (أنا الله ) لتثبت ألوهيته، فكانت حجتهم الجديدة :
وهل الله قال لآدم عليه السلام أنا الله ؟
فما رأيكم دام فضلكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن إثبات الألوهية والربوبية ليس متوقفا أو مقتصرا على قول أنا الله، بل لا بد معها من أن يكون القائل متصفا بصفات الكمال التي لا يعتريها أي نقص، وهذا المسيح الدجال الذي سينزل آخر الزمان سيقول أنا الله ومعه أمور خارقة للعادة، ومع ذلك فليس هو الله لأن علامات الكذب عليه ظاهرة فهو أعور العين كأن عينه عنبة طافية، والله الحق الرب الإله منزه عن كل عيب ونقص.

والمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام لا يصلح أن يكون هو الله، وحاشاه أن يقول ذلك، فإنه بشر يأكل الطعام ثم يخرجه كسائر البشر؛ كما قال الله تعالى: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ {المائدة: 75}

والله سبحانه وتعالى لا يشبه المخلوقات وعيسى بشر يشبه البشر، والله تعالى خالق وعيسى مخلوق، الله عز وجل مالك وعيسى مملوك.

وأما آدم عليه الصلاة والسلام فإن الله عز وجل خلقه بيديه وأسجد له ملائكته وعلمه الأسماء كلها وأسكنه جنته وخلق له زوجا من نفسه عليه الصلاة والسلام، أفبعد هذا يتوقف إثبات الربوبية والألوهية لله عنده على قوله أنا الله . فربوبية الله ثابتة عند آدم عليه السلام، ولهذا لما عصى بالأكل من الشجرة قال: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا .. الآية

ثم إن نصوص الإنجيل التي سلمت من التحريف تدل دلالة واضحة على أن عيسى عليه السلام ليس هو الله وأنه إنسان وأنه يقر ويعترف بذلك ويدعو إلى عبادة الله وحده، فانظر الفتوى رقم: 53029.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني