الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمتاع بالخطيبة حرام، والتكفير عن ذلك بالتوبة، واجتناب اللقاء بينهما

السؤال

أنا آنسة تبلغ من العمر أربعة وعشرين سنة و مخطوبة لرجل فى مثل سني وأحبه حبا شديدا و هو أيضا يحبني. فى فترة الخطوبة تكررت المرات التى كنا فيها بمفردنا و كنا نضعف أمام بعضنا و لكن عندما كنا نصل إلى اللحظة التى لا ينفع فيها ندم نتذكر الله و نستغفره ونواعد بعضنا أننا لن نكرر ذلك مرة أخرى. ولكني منذ يومين أخذت وعدا أمام نفسي وأمام الله أني إذا ضعفت أمامه مرة أخرى فيجب أن نترك بعضنا و أنا أريد أن أعرف حتى يكتمل استغفارى كيف أكفر بالطريقة الصحيحة عن ذنبى هل أصوم أم أتصدق أم ماذا أفعل؟ أرجو منكم أن تفتوني فى هذا الأمر سريعا حتى يرتاح بالي و يطمئن قلبي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان الخطيبان في فترة الخطبة، ولم يعقد بينهما النكاح، فهما أجنبيان عن بعضهما، ولا يجوز أن تقع خلوة بينهما، ولا أي شيء مما يحصل بين الزوجين، وما وقعتما فيه فإن سببه الخلوة بينكما، ومخالفة أمر الله في النهي عن ذلك.
والواجب على من وقع في شيء من ذلك التوبة النصوح والاستغفار. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) [التحريم: 8].
والتوبة النصوح هي التوبة الصادقة التي تحققت فيها شروط التوبة، وهي:
1- الإقلاع عن الذنب. ومن الإقلاع عنه البعد عن أسبابه المهيجة عليه .
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود إلى الذنب مرة أخرى.
4- وأن تكون التوبة في وقتها أي: قبل طلوع الشمس من مغربها.وقبل الغرغرة(الاحتضار)
وينبغى أن تكثر من الأعمال الصالحات لقوله تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً. ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً) [الفرقان: 68-71].
والأعمال الصالحات كثيرة، كالصيام، والصلاة، والصدقة، وتلاوة القرآن الكريم، والتطوع بالعمرة... إلخ.
وأهم شيء عدم العودة إلى فعل ذلك مرة أخرى، كما ننصحك بالزواج وعدم تأخيره، إذا كان في الإمكان ذلك، ما دام أنكما قد تبتما وأنبتما، وقد جاء في الحديث: "لم يُر للمتحابين مثل النكاح" رواه ابن ماجه مرفوعاً من حديث ابن عباس، قال عنه في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
أما إذا حصل التواني بخصوص الزواج لأسباب معقولة، فننصحك بالبعد عن ذلك الرجل، وعدم اللقاء به حتى يتم عقد النكاح، فإن كان التأخير لغير سبب، فالواجب عليك قطع الصلة به لأنه متلاعب لا يريد الزواج ، كما ننصحك بتعلم العلم النافع الذي يساعدك على الاستقامة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني