الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرضا بالمرض والسخط عليه

السؤال

لقد تمنيت من الله ومازلت أتمنى أن أعرف سبب مرض مازال يسكن بجسدي وكنت أتمنى أن أعرف سبب هذا المرض وقد سألت الله عز وجل أن أرى في منامي سبب هذا المرض هل هو من شخص تسبب فيه أو هو عقاب أو بلاء وأنا محتار هل هي محبة من الله أم هذا من ذنب ولن أزكي نفسي ولكن ليس هناك ذنب يستحق هذا العناء وقد راجعت أفضل المسشفيات في الداخل وخارج المملكة ولم أجد هناك أي سبب طبي وذهبت لبعض الشيوخ للقراءة علي ولم يتبين أي شيء إن كان سحراً أو مسا وما زلت أعاني من كثرة الأمراض في جسدي مما جعلني لا أقدرعلى تحمل أي شيء من جهد، سؤالي هو: إن اتضح لديكم ما أقصده هو أنني كنت صابراً، ولكن نفذ صبري لقلة تحملي من جهد المرض لماذا لم أر بمنامي ما تمنيت من الله من سبب هذا المرض؟ وفقكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن نزول المرض بالشخص قد يكون عقوبة، فيجب على المريض التوبة والصبر، وقد يكون ابتلاء واختباراً، فالواجب عليه الصبر، فإن صبر ورضي فله الرضا من الله تعالى وجزيل الثواب، وإن سخط ولم يرض فله السخط من الله تعالى وأليم العذاب، وقد روى الترمذي عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله قوما ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع.

وفي رواية: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.

وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال: مالك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين، قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد.

ولذا، فالواجب عليك أن تصبر ولا تجزع، واعلم أن صبرك ورضاك يورثانك الثواب وتعجيل الشفاء بإذن الله تعالى، وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 13849.

ثم لا تنس أن الله تعالى هو المدير لهذا الكون، وأنه يعطي ويمنع لحكم بالغة، قد لا تتبين لنا، وليس من الأدب معه أن نقول لم لا يقع كذا، مع أنه لو أراك في منامك شيئاً، فإن الرؤى والأحلام لا ينبني عليها شيء، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 18129.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني