الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز تعطيل إقامة الجماعة في المسجد

السؤال

نرجو المساعدة وفض هذه المشكلة التي عصفت بمسجدنا الصغير واختلف بسببه الإخوة في المسجد , أسرعوا بالرد فالإخوة قد تركوا الصلاة في المسجد وراحوا يخطئون بعضهم بعضا ولا حول ولا قوة إلا بالله .لدينا مسجد صغير نصلي به الصلوات الخمس وصلاة الجمعة, وبالإضافة إلى ذلك نجتمع نحن الأخوات يوما واحدا في الأسبوع نتدارس القرآن ونعلم الأطفال والبنات الصغار والكبار, وبما أن المكان صغير وليس لنا مكان آخر غير المسجد, ولكن عند وقت صلاة الظهر والعصر عندما الرجال يأتون كان يحصل اختلاط وكانت بعض البنات يقفن عند باب المسجد وأكثرهن في عمر المراهقة, لذلك قرر الإخوة في إدارة المسجد ومن ضمنهم الإمام والمؤذن بأن لا يأتي الرجال لصلاة الظهر والعصر يوما واحدا فقط لكي نستطيع نحن النساء أن نكون في المسجد وبدون أن يحصل الاختلاط المذموم فهل هذا كثير علينا ونحن نجاهد بالالتزام بديننا الحنيف في بلاد الكفر في السويد ! وإن كان الحبيب صلى الله عليه وسلم ماذا كان ليقول؟ وبعض الإخوة يعارضون أفتونا وأطفءوا هذه الفتنة .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن إقامة الصلاة جماعة أمر واجب على الرجال المستطيعين؛ كما أن تعطيل المساجد عن إقامة الصلاة فيها لا يجوز ، وعمارة المسجد تكون بأداء الصلوات ، وفتح أبوابه لمن أراد ذلك دائماً ، ومن عمارته إقامة الدروس وتعليم الناس ما ينفعهم في دينهم وفي دنياهم ، فالمسجد أهم مؤسسة عند المسلمين ، وأول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومه إلى المدينة المنورة هو تشييد المسجد ، فكان مسجده صلى الله عليه وسلم مكانا للصلاة والعبادة ، وكان مدرسة يتعلم فيها المسلمون ما يحتاجونه من أمور دينهم ودنياهم ، لذا فإننا نقول لهؤلاء الإخوة هدانا الله وإياهم وألف بين قلوبنا وقلوبهم: لا داعي للاختلاف في هذا الأمر، ولا يجوز لهم أن يعطلوا المسجد عن الصلاة فيه جماعة لهذا السبب، وإن فعلوا ذلك فقد عصوا الله تعالى وخالفوا أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بإقامة الصلاة وتعمير المساجد ، قال الله تبارك وتعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا {البقرة: 114} والسعي في الخراب لا يقتصر على التخريب المادي ، وإنما يشمل كل أنواع التعطيل المؤدي في النهاية إلى تعطيل العبادة فيه.

ثم إن الله تعالى أمر المسلمين بالإعتصام بحبله ونهاهم عن التفرق والتنازع فقال : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا {آل عمران: 103} وقال سبحانه : وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ {الأنفال: 46} ونهى رسوله صلى الله عليه وسلم عن التقاطع والتدابر والتباغض بين المسلمين فقال : لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ، ولايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث . أخرجه البخاري ومسلم

إذا تقرر هذا.. فإنا نطلب من إخواننا أن يراجعوا رشدهم ويقيموا الصلاة في مسجدهم ويقدموا طاعة الله على اتباع الهوى، فإن الأمر سهل يمكن حله بإتاحة الفرصة للأخوات يتعلمن في المسجد في غير أوقات الصلاة كفترة ما بين صلاة الفجر إلى أذان الظهر ، أو ما بين العصر والمغرب ، ويترك لهن المسجد في هذا الوقت وبهذا تحصل السلامة من الاختلاط أو تعطيل صلاة الجماعة في المسجد، ويتاح للأخوات وقت يتعلمن فيه ويتدارسن القرآن ويعلمن الصغار .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني