الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكبيرة.. تعريفها.. كفارتها

السؤال

ما هي كفا رة مرتكب الكبيرة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا خلاف بين أهل العلم أن الكبيرة تكفرها التوبة النصوح، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) [التحريم: 8]، قالوا: وعسى من الله محققة.
والتوبة النصوح هي التي اجتمع فيها الإقلاع عن الذنب، والندم على ارتكابه، والعزم على أن لا يعود أبداً، وإذا كانت فيه مظلمة لأحد تحلله منها، فالله تبارك وتعالى يقبل التوبة من الكافر والمسلم العاصي بمنه وكرمه، كما وعد في كتابه حيث قال: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات) [الشورى: 25].
وهناك بعض الحالات اختلف فيها الفقهاء من حيث القبول، نظراً للأدلة الشرعية الخاصة بها، والخلاف فيها إنما هو في الظاهر من أحكام الدنيا، من ترك قتلهم، وثبوت أحكام الإسلام في حقهم. وأما قبولها في الباطن، وغفرانه تعالى لمن تاب وأقلع ظاهر وباطناً فلا خلاف فيه.
فإن الله تعالى لم يسدَّ باب التوبة عن أحد من خلقه، وقد قال تعالى في المنافقين (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأؤلئك مع المؤمنين) [النساء: 146]، ولا كبيرة أكبر من النفاق. والعلم عند الله تعالى.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني