الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محبة آل بيت النبي عبادة مشروعة، والغلو فيهم بدعة ممنوعة

السؤال

هل من الصحيح أن نتقرب الي الله بحب آل البيت، وما واجبنا نحوهم، أليسوا أمواتا لا يضرون ولا ينفعون ؟ ما الفرق بين الوهابية وأهل السنة والجماعة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمحبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العبادات التي يتقرب بها المسلم لربه سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى {الشورى: 23 } والمعنى أن تودوني في قرابتي، أي تحسنوا إليهم وتبروهم، وهذا قول سعيد بن جبير وهو أحد الأقوال في تفسير الآية.

وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث بأهل بيته، فمن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما: كتاب الله، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال : وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي .. الحديث . وروى البخاري في صحيحه عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . وروي عنه أيضا أنه قال : ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته . أي احفظوه فيهم فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم ، وقد نص أهل العلم على أن من عقيدة أهل السنة والجماعة محبة أهل البيت وتعظيمهم من غير غلو، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ... اهـ مختصرا.

فمحبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من صميم عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي من حقوقهم علينا، كما أن من حقهم علينا نصرتهم وإكرامهم والذب عنهم سواء الأحياء منهم والأموات، ويستحب الصلاة عليهم في التشهد؛ كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فيقول المصلي في تشهده: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .

ولكن ينبغي للمسلم أن يحذر من أن يقع في الغلو في محبتهم؛ كما وقع لبعض المبتدعة الذين عبدوهم مع الله ورفعوهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله إياها، فآل البيت بشر من البشر لا يملكون نفعا ولا ضرا، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ربه أن يعلنها صريحة للناس فقال: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا {الجن: 21 } وقال: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ {يونس: 49 } فغيره صلى الله عليه وسلم من باب أولى، فمحبة آل البيت عبادة مشروعة، والغلو فيهم بدعة ممنوعة، وانظر للفائدة الفتوى رقم : 51002 ، والفتوى رقم : 2685 ، والفتوى رقم : 37684 ، وأما عن الفرق بين الوهابية وأهل السنة فلا فرق، وانظر لزاما الفتوى رقم : 41710 ، والفتوى رقم : 5408 ، والفتوى رقم : 38579 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني