الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخريج حديث: عبدي هل شكرت فلاناً....

السؤال

هل هذا حديث، ومن القائل إن لم يكن حديثًا: "عبدي لم تشكرني، ما لم تشكر من أجريت النعمة على يديه"؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان، وضعّفه، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أخبرني جبريل أنه إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين، يقول الله لعبده: عبدي، هل شكرت فلانًا على ما كان منه إليك؟ فيقول: لا، يا رب، شكرتك؛ لأن النعمة كانت منك. قال: فيقول الله: ما شكرتني؛ إذ لم تشكر من أدّيت النعمة لك على يديه.

والحديث وإن كان ضعيفًا سندًا، إلا أنه ورد حديث بمعناه صحيح، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى لله عليه وسلم قال: لا يشكر الله، من لا يشكر الناس. رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

قال الخطابي فيما نقله عنه صاحب تحفة الأحوذي: هذا يتأول على وجهين:

أحدهما: أن من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس، وترك الشكر لمعروفهم، كان من عادته كفران نعمة الله تعالى، وترك الشكر له.

والوجه الآخر: أن الله سبحانه لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه، إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس، ويكفر معروفهم. انتهى.

والحديث يتضمن ذم من لم يشكر الناس على معروفهم، وإحسانهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني