الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يرد على السلام أثناء خطبة الجمعة ؟

السؤال

إذا كان الامام يخطب يوم الجمعة وجلس بقربي شخص يعرفني وسلم علي هل أرد عليه التحية أم ماذا أفعل جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الابتداء بالسلام في حال الخطبة غير مشروع، وأما رد السلام بالكلام على من سلم فذهب الشافعية إلى وجوبه والحنابلة إلى جوازه على الصحيح من مذهبهما وأما الحنفية فنص صاحب البدائع على كراهته وابن عابدين على حرمته، وهو مذهب المالكية وعلل المانعون ذلك بأن المسلم أثناء الخطبة إما مقصر في تعلم ما يلزمه شرعاً من أحكام دينه، وإما عالم بالحكم، فهو قادم على سلام يعرف أنه محرم، فلا حق له في رد السلام، وإما أن يكون قد سلم سهواً، فسلامه لغو لا يستحق رداً أصلاً. ومذهب المانعين هو الراجح إن شاء الله تعالى لأن الإنصات يوم الجمعة وقت الخطبة للاستماع للخطيب واجب، وفي الاشتغال بالرد تفويت لذلك الواجب، وتشويش على من حوله، فالكلام ممنوع، ولو كان أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت" رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فالذي ينبغي لمن سلم عليه أحد في أثناء خطبة الجمعة، أن يرد عليه بالإشارة فقط، فإن تكلم عالماً بالوعيد المذكور كان آثماً مخطئاً، لأن الاستماع لما يلقيه الإمام - حينئذ - هو المتعين.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني