الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يغفر الله تعالى للمرتد إن تاب وأناب

السؤال

هل يقبل الله توبة من قام بالكفر؟ وأعوذ بالله ؟ لو أن أحدا وطئ المصحف الشريف بقدميه، ولجأ إلى ساحر كافر وهو يعلم ، هل بعد كل هذا تقبل توبته؟ مع كل ما يذكر بالقرآن الكريم ما معناه أن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر فقط لمن يعملون السوء بجهالة؟ فما حال من يفعل كل هذا وهو يعلم ويريد التوبة، الله يجزيكم الخير أرجو أن أريح هذا الشخص الذي يريد التوبة النصوح وكيف يتوب؟ حتى تقبل توبته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا شك أن وطء المصحف أو إلقاءه بالقذارة أو نحو ذلك من أنواع الإهانة يعتبر ردة مخرجة عن الملة والعياذ بالله تعالى. أما الذهاب إلى الساحر فإنه معصية كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 17266، ومن فعل ذلك كله وتاب إلى الله تعالى توبة صادقة قبلت توبته إن شاء الله تعالى، لقوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا {الزُّمر:53} وقوله صلى الله عليه وسلم كما روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. والآية الثانية المشار إليها ليس معناها أن من عمل معصية وهو يعلم أنها معصية لم تقبل توبته بل معناها أنه بذلك الفعل يرتكب جهالة حتى يتوب إلى الله تعالى وينزع عنها كما سبق أن بينا في الفتوى رقم:73437، قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى: (لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ) يعم الكفر والمعاصي فكل من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته. قال قتادة: أجمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على أن كل معصية فهي بجهالة عمدا كانت أو جهلا. انتهى.

ولبيان شروط التوبة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 6796.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني