الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

للمرأة دورها في المجتمع

السؤال

أولا أريد السؤال: قال الرسول أفشوا السلام، لذا هل إذا مرت المرأة على مجموعة من الرجال أو ركبت حافلة هل عليها إلقاء السلام أم أن ذلك لا يجوز لأن صوت المرأة عورة, ثانيا أنا ألاحظ أن للرجل فرصة أكبر لجمع الثواب والحسنات من المرأة فقد شرع له الإسلام ان يكون مؤذنا مثلا وهذا فيه ثواب كبير وكذلك قراءة القران أو أن يكون مقرئا وهكذا توزع أشرطته ويسمعها الكثير وفي كل هذا حسنات وثواب له، أما المرأة فصوتها عورة ولا تستطيع فعل ذلك, وغير ذلك من المجالات كأن يؤم الرجل في المسجد، طبعا هناك مساجد للنساء لكن تعلمون أن ثواب صلاة المرأة في بيتها أكثر فالقليل من النسوة يذهبن للمساجد، فكيف إذا يمكن للمرأة أن تجمع حسنات بمقدار الرجل والأمور المتاحة لها أقل لجمعها, وأنا ألاحظ أن الهدف الأساسي بالنسبة للرجل من وجود المرأة هو إشباع لغرائزه، نعم أعلم أن الله خلق الجميع لعبادته وعمارة الأرض، لكن الرجل لا يفسح هذا المجال للمرأة إنما يستخدمها كشيء عندما يريد إشباع رغباته، فمثلا يقولون: (ما عنا مرة تحكي, أو أنت هون لخدمتي بس) وغير ذلك من الجمل التي سمعتها من رجال سعوديين فهل المرأة مخلوقة كي لا تتكلم والكلام للرجال فقط، هذا ليس منطقيا، إذن كيف يقول السعوديون ذلك وهم الشعب الأكثر تمسكا وتطبيقا للشريعة,آسفة على الإطالة ولكن الرجاء الإجابة
وجزاكم الله ألف خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الإجابة على هذه التساؤلات فإننا ننبه إلى ملاحظات ينبغي للمسلم بل ولكل عاقل أن يسلم بها، وأولها أن الله تعالى هو المتصرف في هذا الكون، وأنه الفعال لما يريد لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وأن تصرف المالك في ملكه يسمى عدلا لا جورا.

إذا علمنا هذا فإن الله تعالى يقول: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً {الأحزاب:36}، ويقول: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً {النساء:65}

وبخصوص الحديث الذي أشرت إليه فإنه حديث صحيح رواه مسلم وغيره فيجوز للمرأة أن تلقي السلام على الرجال وللرجل أن يلقي السلام على النساء بالضوابط والآداب الشرعية كما هو مبين في الفتوى: 43089وصوت المرأة ليس بعورة لقول الله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً {الأحزاب: 32} وسبق بيانه بالتفصيل في الفتوى: 1524.

وما أشرت إليه من الفوارق أو المميزات بين الجنسين وما جعل الله للرجل في بعض العبادات فإن الله عز وجل عوض المرأة بمقابل ذلك إذا حافظت على بيتها وأطاعت زوجها بالمعروف فقد روى الترمذي وابن ماجه والحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة. وجعل طاعتها لزوجها تعدل الجهاد في سبيل الله، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة (وهي أسماء بنت يزيد الأنصارية) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن يصيبوا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك كله، وقليل منكن من يفعله. رواه البزار والطبراني.

وبخصوص إشباع الغرائز فإنه مشترك.

وأما عن مكانة المرأة في الإسلام ودورها في الحياة وما ينبغي أن تقوم به وما يتبع ذلك مما طرحت من استشكالات وشبهات فقد سبق بيانه في عدة فتاوى: منها: 16441، 60219، 63944. نرجو أن تصبري وتقرئيها وما أحيل عليه فيها بتأن وتفهم...

والحاصل أن كل جزئية في هذا الدين إنما شرعت لحكم عظيمة ولصالح الجميع علم ذلك من علمه وجهله من جهله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني