الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري الكفري، كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم

منذ 3 سنوات أعاني من الوسواس القهري العقائدي، سب الله -عز وجل- والرسل وأمهات المسلمين، وشبهات في العقيدة، كلما قرأت حديث أتتني وساوس، حتى عند قراءة القران لماذا قال الله هنا كذا وهنا كذا؟

وفي الأحكام والتشريع والأحاديث حتى إن كنت سأتبول تأتيني أذهب للتبول وتأتيني وساوس حتى عند الرقية، وأدعي بكذا وكأنني أتكلم في نفسي بأدعية فيها عدم الرضى بقضاء الله وقدره، حتى عندما قرأت حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه عند الأذان يدبر الشيطان وله ضراط تأتيني هذه الوساوس عند رفع الأذان والإقامة بأن رسولك قال كذا وأنا الآن أوسوس لك، وتنعت رسول الله بما لا يرضاه أي مسلم، وتقول: أنت لا تستطيع أن تكذبه لأنك خائف من النار، أنت شاك في كلامه، ولكن الله على ما أقول شهيد: لو كنت شاكا أو مكذبا ما أقمت على الدين، وكيف أشك فيمن قضى 12 سنة يدعو إلى التوحيد، ومن مات وهو راهن درعه عند يهودي، وقد عرضوا عليه الملك والجاه والمال، ومن نصح الأمة وعفى عن من أساء إليه وكذبه وهو قادر على إنزال أشد العقوبة؟

ومن لقبوه بالصادق الأمين، ومن لا ينطق عن الهوى؟ كما أنني ذهبت عند الرقاة وقد أصابني تشنج بعد أحد الجلسات في المنزل، وأذكر أنني نطقت على لساني، وأنا بكامل وعيي بكلام خارج عن إرادتي، بمعنى هذا الفتى انفلت منا وسيموت كافرا، كما أنني تعاطيت الحشيش خمس أو ست مرات متقطعة.

هل يمكن أن يكون هذا بسببه أو أنه مس، والمس لا يدخل في حديث رسول الله حول ضراط الشيطان عند رفع الأذان، أو أنها النفس الأمارة بالسوء تحاول أن تقنطني من رحمة الله بما قمت به من كبائر الذنوب، فهذه الوساوس تذكرني بها وتقول لي: إن الله يريد أن يضلك ويعبدك، وأنا على يقين بأن الله لا يضل العبد المؤمن كما أن الله لو أراد أن يضلني لضللت.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العالي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بداية نرحب بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يمنّ عليك بالشفاء، والجواب على ما ذكرت:

- أعلم أن الوسواس من مكائد الشيطان الضعيفة على المسلم، والواجب عليك أن لا تعطيه اهتماما وتقطع التفكير فيه وتسعيذ بالله من شره كلما طرأ عليك، ولا تفكر مطلقا فيما يضع عليك من افكار تقدح في العقيدة، أو تثير الشبهات حول أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا جاءتك فقل آمنت بالله ورسوله، ومع طلبك للعلم ستعرف كيف تجيب على تلك الوسواس، وأنت قد أجبتك عن بعضها من خلال بعض ما عرفته من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأعلم أن الله لا يؤاخذك بتلك الوسواس ولا تأثم شرعا من وقوعهك في نفسك.

- ومن خلال كلامك وعند قراءة الرقية الشرعية عليك يظهر أن الوسواس سببه مس شيطاني، ولهذا عليك المواصلة في الرقية الشرعية، حتى تذهب عنك.

- وأخيرا أوصيك أن لا تقلق مما يحصل لك، ولا تخاف، فإذا حافظت على الصلاة في أوقاتها، ودوامت على القراءة على أذكار الصباح والمساء، وكان لك ورد يومي من القرآن الكريم، وأكثرت من ذكر الله والاستغفار، فستكون حالتك أحسن -بإذن الله-.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (2175627 - 283543 - 2399646 - 2406674 - 2399775).

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن