الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر ببعض الوساوس فأصاب ببعض الأعراض، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عمري 27 سنة، كنت قد أصبت بوسواس المرض والموت وأنا في الثانوية، في عمر 20 سنة تقريبا، بعد نوبة فزع، وشفيت منه بعد مرور سنة، ولكن بقيت الآثار، ولكني كنت أتجاهلها في عملي، فأنا مدمن على إحدى المخدرات، وملتزم بصلاتي والحمد لله، وأؤمن بقدر الله خيره وشره، ولكن بعد توقفي عن العمل وأنا على هذا الحال مدة سنة ونصف.

في رمضان من هذا العام والحجر الصحي رجعت لي الحالة الوسواسية ولكن بقوة، فلا أستطيع تذوق طعم الحياة، فتوقفت عن تناول المخدر منذ ذلك الوقت، وأصبحت في خوف من المستقبل، وخوف من الموت، ولم أعد أفكر تفكيرا إيجابيا، خوف شديد، وكأن شيئا يقول لي: انتهى رزقك سوف تموت، والله أصبحت أشد على أعصابي، وأعض على فكي بقوة، وعضلات عنقي حتى صدري يؤلمني كثيرا، وألم في الرقبة من الأمام إلى أسفل الذقن، ولكن بعد الاستيقاظ من النوم لا أجد هذه الأعراض حتى يأتي المساء فتعود من جديد.

أخذت بنصيحة من أحد الدكاترة النفسيين حيث قال لي: تجاهل هذه الأعراض تجاهلا تاما، ولا تسترسل مع الأمر، فعلتها مدة 5 أيام، ولكن أحسست بكثافة كثيرة في هذه الأفكار السلبية التي أتعبتني كثيرا وتخوفني، مع أنني أعلم أن الله بيده كل شيء، ولا يعلم الغيب إلا الله، ولكن هذه الهواجس أو الأفكار تأتيني كثيرا في الليل، وتزداد حتى أسمع صراخا في أذني وأريد أن أصرخ معها، وأريد أن أخرج من المنزل وأجلس فيه، وبعدها تذهب الحالة وتستقر، ثم ترجع، وكل شيء أفعله تأتيني فكرة الموت، حتى البحث عن العمل، أو أن أعمل في التجارة تأتيني الفكرة وتنغص على حياتي، وبدأت الأفكار تكذب بعضها البعض، تأتيني فكرة فتكذب أخرى وتقول هذه هي الصحيحة، وكلها أفكار سلبية، فما نصيحتكم؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعاني في المقام الأول من وساوس ومخاوف وسواسية، وقلق وتوتر، الحمد لله أنك توقفت عن المخدرات لأنها تؤثر على النفسية تأثيرا شديدا، وعلاج الوساوس إما أن يكون علاجا نفسيا سلوكيا معرفيا كالتجاهل للوساوس، وإما أن يكون علاجا دوائيا، وطالما جربت التجاهل وما زالت الأفكار موجودة، فتحتاج إلى علاج دوائي يا أخي الكريم، ولعل السيرترالين 50 مليجرام واسمه التجاري أما الزوالفت أو لسترال يكون مناسب لك.

ابدأ بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالاستمرار فيه يا أخي الكريم لفترة لا تقل عن 6 أشهر ثم بعد ذلك أوقفه بالتدرج بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتوقف تماماً، والهدف من الاستمرار لمدة 6 أشهر حتى لا تعود الأعراض مرة أخرى عند التوقف وتنتهي تماماً، كما عليك بممارسة الرياضة، ويمكنك أن تمارس الرياضة في المنزل الآن مع الحجر الصحي، تدريبات رياضية في المنزل يومياً لمدة نص ساعة، عليك بأن يكون عندك روتين يومي، أشياء تفعلها في المنزل، تواصل مع أصدقائك بالواتساب والفيسبوك، حتى لا يكون عندك فراغ.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن