الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الشعور بالتعب وعدم الرغبة في النوم والطعام من أعراض الحالة النفسية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا بنت عمري 17 سنة، أشعر دائما بالتعب والإرهاق الشديد، وفقدان الشهية، والنحافة، وعدم الرغبة بالقيام بواجباتي اليومية، والرغبة القوية في النوم، مع أني آخذ القسط الكافي من النوم، ودائما أفكر بالمستقبل وما سيحدث فيه، فأصاب بإحباط وقلق! خاصة أني مقبلة على شهادة البكالوريا السنة القادمة، فهل كل هذه الأسباب لها علاقة بالصحة النفسية، أم هي مرض جسدي؟ أرجو الرد لأني تعبت كثيرا ومللت من الحياة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أعراضك هذه أعراض نشاهدها كثيرًا فيمَن هم في عمرك، حيث أنه تحدث تغيرات فسيولوجية وتغيرات نفسية واجتماعية وهرمونية، وبالفعل الشعور بالتعب الزائد والرغبة في النوم وافتقاد الدافعية والشعور بالإحباط والقلق هي حالة نفسية مئة بالمئة، ولا علاقة لها بأي مرض عضوي، فالحالة حالة نفسية، وهي ظاهرة أكثر من أنها مرض، و-إن شاء الله تعالى- تكونُ عابرة.

لا تضعي على نفسك ضغوطات شديدة، لا تحملي همًّا بالنسبة للامتحانات، لكن قطعًا اجتهدي، وأفضل وسيلة للاجتهاد هي تنظيم الوقت، النوم الليلي المبكّر، والاستيقاظ المبكر، تبدئين بصلاة الفجر، وبعدها تدرسين لمدة ساعة إلى ساعتين، وهذا وقت يكون فيه التركيز في أفضل حالاته، كما أن الذي يقوم بأعمالٍ إيجابية كهذه في فترة البكور يجد نفسه مُقبلاً على اليوم بارتياح كبير وأريحية واندفاع وإيجابية شديدة، هذه هي نصيحتي لك، وهي نصيحة مهمَّة جدًّا.

يجب أن تمارسي أيضًا تمارين رياضية، يجب أن تأخذي قسطًا من الراحة في أثناء النهار، لا يزيد عن نصف ساعة، الصلاة يجب أن تكون في وقتها، أن ترفّهي عن نفسك بشيء طيب وجميل، وأن تدرسي في فترة المساء، تدرسي في فترة العصر، هذا كلُّه متاح، وهيِّن جدًّا بالنسبة لك.

فقدان الشهية ومعاناتك من النحافة: طبعًا هذا من القلق والتوتر، وشيء من الاكتئاب البسيط، وحتى نطمئن عليك تمامًا أرجو أن تذهبي إلى طبيب باطني - أو طبيب الأسرة – وتُجري فحوصات عامّة، لتتأكدي من نسبة الدم لديك، وحتى نتأكد أنه لا يوجد ضعف في الدم – أي نسبة الهيموجلوبين – نسبةً لضعف الشهية عندك، ونتأكد من مستوى السكر، ووظائف الكلى، ووظائف الكبد، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د)، ومستوى فيتامين (ب12).

هذه الفحوصات فحوصات عامَّة روتينية مهمّة، ونعتبرها قاعدة طبية راسخة لا بد أن نبدأ بها حتى في الحالات النفسية، وأنا متأكد أن الفحوصات -إن شاء الله تعالى- سوف تكون جيدة جدًّا، وهذا في حد ذاته سوف يعطيك دافعًا إيجابيًّا، وإن كان هنالك أي نقص في الفيتامينات أو نقص في الحديد في الدم – وخلافه – سوف يعطيك الطبيب الحديد مثلاً أو أي مُعينات ومقوّيات أخرى.

لا بد أن تتناولي أطعمة ذات قيمة عالية من الناحية الغذائية، البروتينات على وجه الخصوص، شيء من اللحم، شيء من الأسماك، البيض، اللبن، شيء من الخضار، اجعلي طعامك عالي الجودة، حتى وإن كانت الكمية قليلة لكن حين تكون جودة الطعام عالية؛ هذا -إن شاء الله تعالى- سوف يُساعدك كثيرًا.

لا أراك في حاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر Shimaa Alseedy

    شكرا على النصيحة