الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي تحسنت لكني أعاني من الوسواس المرضي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على الإجابة.

عندي قلق شديد، وأتناول باروكسات ٣٠، وحالتي تحسنت، لكن لدي الوسواس المرضي، وقد خففت من الجرعة، وعاد الوسواس، وحللت سكر عشوائي، فكان ١٤٧وبعد ساعة تقريبا، أصبح ١٢١، وبعد الصيام ٨٨، فهل هذا طبيعي؟ وكيف أقاتل هذا الوسواس الذي أتعبني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا داعي للخوف أبدًا – أخي الكريم – والوساوس المرضية يجب أن تُحقرها، ويجب ألَّا تهتمّ بها أبدًا، وعش حياة صحيّة، حياة تحرص فيها على عباداتك، وعلى نظامك الغذائي، وأن تنام النوم الليلي، وتتجنب النوم النهاري، وأن تمارس الرياضة بانتظام، وأن يكون لك تواصل اجتماعي إيجابي، أن تجتهد في دراستك، أن تكون بارًّا بوالديك ... هذه هي الحياة الطيبة، أو هذه هي الوسائل التي يمكن أن توصلنا لحياة طيبة سعيدة ومستقرة، فلا تخف أيها الفاضل الكريم.

بالنسبة لجرعة الـ (باروكسات): ثلاثين مليجرامًا ليست جرعة عالية، معقولة جدًّا، لأن الجرعة القصوى حتى ستين مليجرامًا، فثلاثين مليجرامًا – أو حبة ونصف – لا نعتبرها جرعة كبيرة، فانتظم عليها.

أنا أرى أن تُدعمها أيضًا بعقار (رزبريادون) بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، هذا الدواء رائع جدًّا لتدعيم فعالية الباروكسات، وفي ذات الوقت له فعالية ممتازة ضد الوسواس المرضي، فيمكن أن تستفيد من هذا الدواء أيضًا حين تتناوله مع الباروكسات، وإن أردتَّ أن تستشير طبيبك في هذا السياق، فليس هنالك ما يمنع.

أيها الفاضل الكريم: بالنسبة لفحص السكر أراه إلى حدٍّ كبير طبيعي، نعم الـ (147) قد تكون مرتفعة، حتى إذا كان الإنسان غير صائم، لكن بقية الفحوصات ممتازة جدًّا.

مارس الرياضة، نظم طعامك، ولا توسوس حول السكر وخلافه، يمكن أن تفحص عند الطبيب في مختبر، هذا أفضل، قم بفحوصات كاملة للسكر، ولمستوى الدم، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية، الدهنيات، مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د)، تأكد من كل هذه مرة كل ستة أشهر مثلاً، هذا أفضل.

والوساوس دائمًا يجب أن تحقّرها، ولا تناقشها، ولا تُحلِّلها، وأوقفها في بداياتها، هذا هو المبدأ الصحيح، كما أن الإنسان الذي يُدير وقته بالكيفية التي ذكرناها ويكون له مشاغل كثيرة في الحياة ويكون مستثمرًا لوقته بصورة صحيحة قطعًا لن يكون هنالك فراغ أو مجال للوسواس ليسيطر على الإنسان من خلال ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن